فوجأ عدد من التجار الأوربيين الذين حلوا بمدينة الداخلة على دفعتين جويتين مع إفتتاح الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط، بواقع الأثمنة التي سجلتها قرى الصيد المنتمية لجهة الداخلة واد الدهب مع إنطلاق موسم ، خصوصا وأن هؤلاء كانوا يمنون النفس بتهاوي الأثمنة بشكل قياسي، في ظل السياق العام الذي إستبق الموسم الشتوي الجاري.
وأوضحت مصادر مهنية أن جهات وسيطة بالمغرب خصوصا بالداخلة، كانت قد سوقت معلومة للتجار الإسبان ، مفادها أن أثمنة الأخطبوط، لن تتجاوز 30 درهما ، على إعتبار المخاوف التي تطغى على بعض الشركات، ومعها وحدات التجميد من صعوبة التسويق. كما أن الشخص الذي ظل معروفا بإندفاعيته عند عملية الشراء لن يستطيع المنافسة على المنتوج لكونه بدوره يواجه صعوبات مادية ، نظير أزمة الأثمنة التي لازالت تتداولها الأوساط المهنية بالسوق الأوربية .
وكشفت المصادر عن وجود محاولات يائسة من أجل ضرب قيمة المنتوج المغربي سواء على المستوى المحلي ، أو الخارجي ، غير أن هذا التوجه لم ينجح في ظل اليقظة التي إتسم بها بعض التجار المغاربة ، حيث أكد سعيد محبوب المدير العام لشركة كولدن كولف ، أن أي تهاو للأثمنة على المستوى المحلي، هو سيعني في عمقه ضربة قاضية لأثمنة الأخطبوط عند التصدير .
وأوضح المستثمر في قطاع الرخويات بجهة الداخلة واد الدهب ، أن هناك اليوم من أصبح يسوق معلومة مفاذها أن سعيد محبوب كواحد من أهم التجار على مستوى جهة الداخلة واد الذهب وكذا في السوق الوطني للأخطبوط ، يحارب مصلحة المستوردين الأجانب، برفع الأثمنة وتضيق الخناق على بعض التجار المحليين ، وهو أمر مردود على أصحابه، بإعتبار ان السوق هي مفتوحة امام العرض والطلب يقول محبوب ، وأن البيع يرسو على من يدفع أكثر ، لكن الأهم يقول الرجل، هو تثمين المنتوج المغربي، الذي يتميز بالجودة مقارنة مع دول لاتينية وأسيوية وأوربية وحتى إفريقية.
ولم يفوت محبوب الذي يستعد لدخول سوق الرخويات من بوابة “مار سيا فود” في الأيام القليلة القادمة ، الفرصة دون أن ينوه بخطوة الإدارة الوصية في تمديد فترة الراحة البيولوجية، وإعادة النظر في الكوطا المخصصة لهذا الموسم، والتي تم النقص منها بشكل جعل المستثمرين المغاربة أكثر تحكما في السوق، من خلال محدودية العرض، التي سيكون لها الأثر الإيجابي على عملية التصدير، وتصريف المخزون، خصوصا ان الشهور القادمة تعرف تنوعا في الأسواق المستضيفة للأخطبوط المغربي في دول مختلفة في العالم.
ونبه محبوب الذي خبر سوق الرخويات، إلى أن السوق العالمية تحولت إلى قرية صغيرة مع تطور النظام المعلوماتي ، وهو أمر أكسب التجار المغاربة ثقافة مهمة ، بسلوكيات السوق من حيث وفرة العرض او نذرته، وكذا الطلب بين دولة وأخرى، لاسيما أن منتوج الأخطبوط يبقى إستهلاكه على المستوى المحلي محدودا جدا . وهو ما يجعل من المنتوج المغربي في الأسواق العالمية مصدرا حيويا لجلب العملة الصعبة ، وأن أي تأثير على العملية التصديرية، خصوصا على مستوى القيمة هو يعد ضربة موجعة للإقتصاد المغربي.
وأشار المصدر المهني ، إلى أن جهات بعينها، لم تستسغ المجهوذات التي بدلتها الدولة بمكوناتها المختلفة وعلى رأسها وزارة الصيد في تثمين الأخطبوط، بنهج سياسة الحماية والتخطيط ، حيث إنعكس الأمر على أثمنة الأخطبوط التي تجاوز ثمنها في المواسم الماضية ببعض قرى الصيد سقف 200 درهم ، فيما إستقر في مناطق اخرى في 130 حتى 150 درهما ، فيما يحرص البعض على العودة إلى الزمن القديم، وتثبيث الأثمنة في حدود 60 درهما للكلغ. وهو أمر مرفوض وغير مبرر نظير الأشواط التي قطعتها الدولة في صيانة تنافسية المنتوج المغربي.