وقعت الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي في شخص رئيسها عبد الله بليهي والفيدرالية الوطنية للصيد التقليدي بموريتانيا ممثلة في سيدي احمد ولد عبيد إتفاقية تعاون بحضور رئيس الكنفدرالية الإفريقية لتنظيمات الصيد التقليدي كاوسو كايي، حيث تهم هذه الإتفاقية تعزيز التعاون على مستوى قطاع صيد الأسماك السطحية الصغيرة .
وينص بروتوكول الإتفاق على تعزيز التعاون الثنائي من خلال تبادل الخبرات والابتكارات، وتنفيذ الاستراتيجيات المشتركة. وكذا تبادل أفضل الممارسات للحفاظ على موارد الثروة السمكية ، مع المشاركة في الاجتماعات والفعاليات في كلا البلدين لتعزيز التعاون، ناهيك عن تسهيل التبادلات بين الفاعلين المهنيين من أجل الإدارة المستدامة للأسماك السطحية الصغيرة.
وقال عبد الله البليهي رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي أن الاتفاقية الجديدة تشكل ثورة لتحفيز العلاقات ما بين مهنيي الصيد بالمغرب وموريتانيا الشقيقة ، خصوصا ان صيد الأسماك السطحية الصغيرة من طرف مهنيي الصيد التقليدي، متجدر في الثقافة البحرية بمجموعة من مناطق الصيد بالمملكة لسنوات خلت. حيث حافظت مجموعة من المناطق بشمال وجنوب المملكة على الصيد بهذا النمط، كما هو الشأن بسوس وقاع اسراس، أشماعلة، سيدي افني ـ المحمدية، القنيطرة .. وأكد بليهي أن مهنيي الصيد القتليدي النشيطين في قطاع الأسماك السطحية الصغيرة، يعدون مزودين للاسواق المحلية، مشيرا في ذات السياق، أن هده الشراكة ستسمح لإحياء هدا الموروث البحري، في ظل تبادل التجارب والمعلومات والزيارات.
إلى ذلك أكد سيدي احمد ولد عبيد رئيس قسم الصيد التقليدي والشاطئي بالاتحادية الوطنية للصيد بموريتانيا، ان توقيع اتفاقية شراكة بين الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي والفيدرالية الوطنية الصيد التقليدي بموريتانيا، ستساهم في تعزيز روابط الشراكة الجديدة، خصوصا وأن مهنيي الصيد التقليدي بالمملكة المغربية، هم أكثر خبرة و معرفة في مجال صيد الأسماك السطحية الصغيرة، حيث ستمكن هذه الاتفاقية في تكوين مهني الصيد بموريتانيا لاكتساب التجربة من نظرائهم المغاربة. كما اشار المصدر أن السواحل الموريتانية تزخر بكميات هائلة من الأسماك السطحية الصغيرة ، تبقى غير مستغلة من ناحية الصيد التقليدي، بحكم توجه مهني هذا الأسطول بموريتانيا الى صيد أنواع أخرى لاسيما الأخطبوط.
وأشاد كاوسو كايي رئيس الكنفدرالية الافريقية لتنظيمات الصيد التقليدي “CAOPA” بهذه الإتفاقية التي وصفها بالحدث الإستثنائي الهام ، والتي ستجمع الفاعلين المهنيين في الصيد التقليدي بالبلدين الشقيقين المغرب وموريتانيا، بما يتيح إنخراط هؤلاء في تدبير المصايد المشتركة ، وتكريس الممارسات الجيدة على مستوى الإستغلال المستدام، للمخزون المشترك للأسماك السطحية الصغيرة، الذي يلعب دورا هاما ومركزيا في الأمن الغذائي الإفريقي .
وأكد ممثل الهيئة الكنفدرالية الإفريقية، أن الكنفدرالية ستعمل على مشاركة هذا التوجه، بما يضمن تكريس هذا النوع من التعاون بين البلدان الأعضاء داخل الكنفدرالية، من أجل ضمان إستغلال عقلاني ومستدام للموارد البحرية على مستوى القارة ، خصوصا وأن مهنيي الصيد التقليدي بالمغرب وموريتانيا هم يقدمون نموذجا ملهما للتعاون القطاعي .
وعلاقة بموضوع التعاون المغربي الموريتاني عقدت المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية يوم 7 فبراير 2025 بأكادير على هامش صالون اليوتيس، الدورة الثانية للجنة المشتركة برئاسة السيدة زكية الدريوش كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، ونظيرها الموريتاني السيد الفضيل سيداتي أحمد لولي، وزير الصيد البحري والبنية التحتية البحرية والمينائية. وهي اللجنة التي توجت أشغالها بتوقيع ثلاث إتفاقيان جديدة تهم تعزيز التعاون في مجالي البحث البحري والتكوين البحري.
وشملت الاتفاقية الأولى مجال المراقبة الصحية والبيطرية، وقد تم توقيعها بين المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (INRH) والمكتب الوطني للتفتيش الصحي لمنتجات الصيد وتربية الأحياء المائية.(ONISPA) أما الاتفاقية الثانية، فتتعلق بمجال البحث البحري، حيث وُقعت بين المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (INRH) بالمغرب والمعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد (IMROP)، وتشمل تنفيذ أنشطة وأبحاث مشتركة خلال الفترة 2025-2026، بمشاركة فرق من كلا المعهدين. وتهم الاتفاقية الثالثة مجال التكوين البحري، حيث تم توقيعها بين المعهد العالي للصيد البحري (ISPM)- أكادير والمعهد العالي لعلوم البحار (ISSM) – نواذيبو، وتهدف إلى تطوير برامج تكوين ذات جودة عالية، وإحداث تكوينات جديدة متعلقة بمهن تحويل منتجات الصيد البحري.