تواجه الوكالة الوطنية للموانئ بأكادير تحديات صيانة بيئة ميناء المدينة ومحاربة مختلف الظواهر ذات الأثر السلبي على الأحواض المائية وكذا صورة الميناء، على مدار أيام الأسبوع عبر توظيف موارد بشرية ولوجيستيكية مهمة، في جمع النفايات الصلبة و السائلة، من أرضية الميناء و الجنبات و تنقية الأحواض المائية، بشراكة مع “AQUA FLORE PROTECT”، والتي تم التعاقد معها في إطار شراكة تسهر بموجبها على تدبير العمليات اليومية بكفاءة عالية عبر وسائلها و آلياتها من القوارب المسطحة (LES BARGES) و الشاحنات.
و تركز الوكالة الوطنية للموانئ بأكادير جهودها في توفير مختلف الخدمات التي ترمي إلى الحفاظ على جمالية ميناء المدينة، و الحفاظ على بيئته نقية، من خلال مواجهة جميع المتطلبات بدرجة عالية من الاستعداد، حيث و في إطار تدبير ورش تنظيف و تنقية الأحواض المائية، أبرمت عقدة مع شركة “AQUA FLORE PROTECT”، هده الأخيرة التي توظف خبرتها ووسائلها اللوجيستيكية في جمع النفايات الصلبة، من الأحواض المائية يوميا على مرحلتين متفرقتين، بمهنية عالية واستغلال أمثل للتجهيزات الخاصة، المستعملة في عملية التنقية بواسطة القوارب المسطحة.
و من التطبيقات الاحترافية التي استخدمتها الشركة المعنية بالنظافة في تنقية الأحواض المائية لميناء أكادير، هو قيامها بحملات متتالية ، واعتمادها فريق على ظهر كل قارب مسطح، في كل حوض من أحواض الميناء، يتكلف بجمع النفايات الصلبة الطافية فوق الماء، من مثل الأكياس و القنينات البلاستيكية، و الزجاجات والعلب و المخلفات، لتنطلق أولى عملياتها في الساعات الأولى الصباحية، وتعود أدراجها إلى نقطة الانطلاقة، من أجل التفريغ في حاوية الأزبال. وتكرر الانطلاقة في رحلات مسائية كذلك بعد الحركة النشيطة المسجلة على صعيد الأحواض، التي تعرف حركية مراكب الصيد، و الحوض التجاري، و يتم عزل النفايات الصلبة عن بعضها البعض، لتوجيه بعض المواد القابلة للتدوير، كالبلاستيك إلى محطة المعالجة الخاضعة لشركة ” AQUA FLORE PROTECT” بمنطقة القليعة.
و تشدد الوكالة الوطنية للموانئ على تدبير النفايات بشكل دقيق، و جمعها بشكل مستمر لتحسين بيئة الميناء، و الحيلولة دون استفحال تراكم الأزبال و النفايات الصلبة، و السائلة في الأحواض المينائية، و في الجنبات و الطرقات المختلفة، حيث يسهر قسم خاص بقبطانية الميناء على تتبع مختلف عمليات التنظيف، و جمع النفايات و التعامل معها بالطريقة السريعة الملائمة. هذا مع تحديد الأحجام و إخضاعها لعمليات الوزن ، لتسجيلها ضمن الإحصائيات الرسمية الدقيقة، و التي تصل إلى 400 طن شهريا في مجموع ما يتم تجميعه من الأحواض المائية، و من جميع جنبات الميناء، و من أوراش الصيانة، و الأرصفة، و أوراش بناء السفن، حيث يتكلف حوالي 76 عامل في عمليات التجميع، فضلا عن الفرق التي تشتغل فوق خمس قوارب مسطحة (LES BARGES)، و قارب صغير يستعمل للوصول إلى الأمكنة الضيقة، و جنبات المراكب الراسية في الأحواض المائية، و كدا اعتماد 7 شاحنات في التجميع، و النقل إلى المطرح الخاص بالأزبال.
و بحسب مصادر مهنية عليمة من ميناء أكادير، فإن الأزبال التي يتم جمعها من الأحواض المائية، تختلف في الحجم بشكل متفاوت بين حوض، و حوض، بسبب الأنشطة المختلفة بين الصيد، و الملاحة التجارية، كما تقر بذلك الأرقام المسجلة في مربع الصيد، الذي يعد الأول من ناحية حجم النفايات المجمعة، و ارتفاعها نسبيا راجع بالأساس إلى ارتفاع الأنشطة المختلفة بين صناعة السفن، و الصيانة. و كدا ما تفرزه الأنشطة الأخرى المترابطة مع الصيد البحري. وأكدت المصادر في ذات السياق أن الحوض المائي التجاري يعد الأمثل، و الأنظف من بين كل الأحواض، بسبب الصرامة الكبيرة في تطبيق القوانين الزجرية المترتبة عن المخالفات، و أيضا بفضل التتبع الذي تسهر عليه شركة النظافة، الموكول اليها عملية التنقية على مدار الساعة. كما أن جل السفن الأجنبية المتوافدة على الميناء ، تخضع للقوانين الدولية الرامية للمحافظة على البيئة، و محاربة التلوث.
و تابع المصدر المهني حديثه بالقول، أن الميناء التجاري بأكادير، يضاهي ميناء طنجة المتوسط في جانب النظافة، بغض النظر عن بعض الاستثناءات القليلة التي لا تعدو أن تكون ناتجة عن التيارات المائية، التي تحمل أحيانا بعض القنينات البلاستيكية إلى داخل الحوض فقط، و ما دون دلك لم يسبق أن تم تسجيل أية حالة خارجة عن المألوف، مع العلم أنه لا يصل حجم ما يتم جمعه من ذات الحوض، أي الحوض التجاري إلى أقل من كيلوغرام واحد عن رحلتين في كل يوم، لكن فيما يخص حوض مربع الصيد، يقول المصدر المهني، تفيد الإحصائيات تسجيل ظاهرة رمي الأزبال والمخلفات في الحوض المترابطة مع أنشطة الصيد البحري المتزايدة، في ظل عدم الوعي بالنتائج السلبية المترتبة عن دلك.
و يتم استخلاص حجم حوالي 500 كلغ يوميا، من النفايات الصلبة المجمعة من مختلف الأحواض المينائية لأكادير، كما أن الوكالة الوطنية للموانئ بأكادير تعتمد في تتبعها لنظافة مياه أحواض الميناء، على تحليلات مخبرية دورية، يقوم بها مختبر معتمد، و بناء على النتائج المحصلة التي من المفروض أن تستجيب إلى المعايير الدولية في المحافظة على البيئة البحرية، يتم التعامل حسب النتائج، من الرفع من حملات النظافة، و القيام بعملية تنقية قاع الأحواض (DEVASAGE)، لتقليص المخاطر البيئية، و الحد من انتشار النفايات المختلفة من خلال إستراتيجية ترسم إدارة الإجراءات المستعجلة.
وتنبني سیاسة الوكالة الوطنیة للموانئ في حمایة بیئة المیناء یشير مصدر مسؤول، على مضاعفة دوریات التدخل الناجع لمكافحة جمیع أنواع التلوث البیئي داخل الحزام المینائي، وذلك في إطار المحافظة على المحیط البیئي للمیناء، و تتكلف شركة “AQUA FLORE PROTECT” المتخصصة، بجمع الزيوت المحروقة، و دفع المراكب إلى الالتزام بضرورة تفريغ الزيوت المستعملة و الرواسب الضخمة، والمخلفات السائلة من قبل البنزين المحروق، وفق معايير نظام خاص للتصرف في النفایات ومتابعتھا، بعد تأمین نقلھا إلى مقر الشركة بالميناء في حاويات مخصصة لهذا الغرض، صلبة غير مسربة للسوائل، ومتينة ومقاومة للانكسار والسحق، في ظروف استعمالها العادية. حيث تخضع أحجام الكميات المسترجعة إلى المعالجة في محطتها بالميناء.
وجاء في تصريح حسناء أناوي مسؤولة اللوجيستيك و التجميع داخل الشركة لجريدة البحر نيوز، أنه لا يمكن جمع أو نقل أو معالجة النفايات من الميناء دون الحصول على رخصة ممنوحة من قبل السلطات، و شركة ” AQUA FLORE PROTECT”، تتوفر على دلك و لديها الصلاحية الكاملة، لجمع ونقل ومعالجة النفايات الصلبة و السائلة الخطيرة، نحو ضمان تدبير إيكولوجي جيد، و السعي الحثيث لمعالجة النفايات بغرض التخلص منها، أو تثمينها من خلال ثقافة عزل تلك القابلة لإعادة التدوير في منشأتها المتخصصة، و المساهمة في التقليل من التأثير السلبي لها على البيئة.
وفي السياق ذاته، ذكرت دات المسؤولة، أنه بعد التجميع، تتم عمليات العزل بين النفايات لتوجيه المواد القابلة للتدوير بالنسبة للنفايات الصلبة، أما فيما يخص النفايات السائلة من الزيوت والبنزين المحروق، بعد نقلها إلى مقر الشركة بالميناء، حيث محطة المعالجة، ليتم تحويلها وعزل المواد ونزع المياه عنها، و تحويلها إلى منتجات جديدة تستخدم في الصناعات، كما أن الشركة تلتزم بالفحوصات و التحاليل الفيزيائية والكيميائية للمواد السائلة المعالجة، لضبط توافقها مع المعايير المعمول بها، بهدف التقليل من الأضرار على النظم البيئية، ولهده العملية صلة وطيدة بتحديد الطريقة الآمنة والضرورية لمعالجة النفايات الصلبة و السائلة أو التخلص منها.