بعد أيام من التدمر التي أعقبت الإستقبال الذي وصف بغير “اللائق” لبحار في الصيد الساحلي صنف الخيط بمصحة الضمان الإجتماعي بأكادير قادما من طانطان ، عقد يوم أمس الخميس بهذه المصحة، لقاء جمع تمثيلية الربابنة والبحارة بمدير المصحة ، لإحتواء الوضع وتقديم توضيحات بخصوص هذه النازلة الشادة .
وقام مدير المصحة، بتقديم مجموعة من التوضيحات بخصوص الواقعة التي وصل صداها لدواليب القرار بالمنظومة الصحية، مذكرا في ذات السياق بأهمية العلاقة التي ظلت تربط المرتفقين من رجال البحر بهذه المصحة ، حيث أكد محمد مومن رئيس الكنفدرالية العامة لربابنة وبحارة الصيد الساحلي بالمغرب، في تصريح هاتفي لجريدة البحرنيوز ، أن اللقاء شكل مناسبة لطي الخلاف وإستئناف مرحلة جديدة مبنية على الثقة والتفاؤل، لاسيما وأن مدير المصحة أكد خلال اللقاء على الجهود التي تقوم بها المصحة لتلبية تطلعات المرتفقين، بما فيهم البحارة ورجال البحر.
من جانبه أكد عزيز بوناجي نائب رئيس جمعية التضامن لبحارة الصيد الساحلي بطانطان، أن هذا اللقاء الذي إنعقد بطلب منه، جاء لأجل الإستماع لتوضيحات الإدارة، بخصوص واقعة البحار بلمداني مبارك الميكانيكي السابق في قطاع الصيد بالخيط، التي تحولت إلى قضية رأي عام مهني، حيث الكل يتساءل عن مآل البحار بذات المصحة، وكذا الأسباب الحقيقية في واقعة الثلاثاء الأسود وفق تعبير المصدر، منوها في ذات السياق بالتطورات التي تلت الواقعة، والتي كان من نتائجها إستقبال البحار والإعتناء به بشكل جيد، حيث يواصل التطبيب بقسم العناية المركزة.
وشكل الموعد يقول بوناجي مناسبة للتأكيد على إستنكار الوسط المهني والنقابي للواقعة، التي تم الإضطرار فيها إلى الإستعانة بمفوض قضائي في إثبات الحالة التي هيجت الوسط المهني، بعد أن تم رفض المريض ومطالبة مرافقيه بنقلة لمصحة أخرى. وهو ما أثار الكثير من الجدل الممزج بالإمتعاض في أوساط التمثيليات النقابية والمهنية للبحارة. فيما شدد اللقاء على ضرورة تصحيح مثل هذه الأخطاء المعزولة، وإيلاء البحارة الاهتمام الخاص بهم في هذا المرفق الصحي، كوجهة تحظى بطابع الأولوية في إختيارات الإستشفاء، لدى مؤمني الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، إنسجاما مع الإقتطاعات التي ظلت تطال مداخيل البحارة، والتي عادة ما تحتسب من العرام لصالح الصندوق.
يذكر أن البحار المريض يواصل الإستشفاء بالمصحة المذكورة في ظروف وصفت ب “الجيدة” ، حيث من المنتظر أن يتابع علاجه بمركز للاسلمى للوقاية والعلاج من السرطان باكادير إبتداء من الأسبوع القادم، وذلك بعد الإنتهاء من بعض التفاصيل الإدارية. إذ تتواصل الجهود لتأمين تكفل الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بحالة المريض التي تدخل ضمن الأمراض المزمنة والصعبة. حيث أشار عزيز بوناجي أن تأمين هذه الإستفادة يحتاج لمدة تشكل عائقا أمام الحالات المستعجلة، لاسيما وأن المسطرة تنص على وجوب إرسال طلب التحمل إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، قبل خضوع المستفيد للاستشفاء .
يذكر أن اللقاء الذي ترأسه مدير المصحة، عرف حضور كل من محمد مومن رئيس الكنفدرالية العام لربابنة وبحارة الصيد الساحلي، إلى جانب جواد بكار الكاتب العام لذات الكنفدرالية ، وعزيز بوناجي عن جمعية التضامن لبحارة الصيد الساحلي بطانطان وعبد الله الداسر وجه نقابي بميناء أكادير، إلى جانب صباح بوفزوز رئيسة جمعية الأمل الوطنية لأرامل وأيتام البحارة.