هاجم سرب من “الأوركا” بشكل عدواني قوارب صيد تقليدية بملتقى البحرين قبالة مياه أشقار، في خطوة غير مسبوقة، حيث إستغرب فاعليون مهنيون لهذا التطور الخطير بالسواحل المغربية .
وقال محمد شابو البشير فاعل مهني في الصيد التقليدي في طنجة ، أن المهنيون لم يستفيقوا بعد من هول هذه الصدمة، التي خلفها هذا الهجوم المفاجئ لأنواع من الأحياء البحرية، التي عرفت منذ زمن بتعايشها مع الصيادين المغاربة بالسواحل المحلية رغم تحرشها المتواصل بالقوارب، لكن لم تصل لدرجة الهجوم العنيف الذي يعد سابقة في تاريخ المنطقة .
وأوضح المصدر أن هذا النوع الذي يدخل ضمن الدلافين الضخمة، قد هاجم مجموعة من القوارب التقليدية، لكن تاثيرها كان اصعب على ثلاثة قوارب للصيد التقليدي صغيرة الحجم بعد أن ألحق بهما خسائر كبيرة ، إثنان يواجهان شبح الغرق بالسواحل المحلية . فيما تدخلت البحرية الملكية والدرك البحري لإجلاء البحارة في إتجاه ميناء طنجة كما تم استرجاع قارب تقليدي.
وأفاد المصدر أن هذه الدلافين الضخمة تتواجد بالمنطقة التي تعرف نشاطا متزايد لإستهداف أسماك ابوسيف حيث يمارس الصيد لإشباع نزوته الغذائية ، فهو يقترب أكثر من إحدى محميات التونيات بالمنطقة، إذ يشتهر هذا النوع من التدييات البحرية بإستهدافه لمجموعة من الأحياء البحرية بما فيها التون والإسبادون .
وأفاد مصدر مهتم بالحياة البحرية على المستوى المحلي بأن هذه ليست هي المرة الولى التي يهاجم فيها الوركا الصيادين إذا تم تسجيل مجموعة من الإعتداءات التي يواجهها البحارة بالصمت ، غير أن الهجوم الكاسح لم يسجل من قبل. وأبرز أن السلوك العدوني الذي أظهرته هذه الأنواع من الأسماك قد يكون ناجما عن إرباك الصيادين لنشاط هذا النوع في تحقيق حاجياته من الغداء. وهو ما جعله يتدخل بهذه الطريقة. ففي كثير من الأحيان يعمل الأوركا على نهش الأسماك العالقة في خيوط الصيد، ما يدخله في مواجهة من البحارة، الذين يحاولون دفعه عن الإبتعاد من محيط صيدهم، لكن ما لا يعرفه البحارة هو أن هذا النوع من الحيتان هو يتمتع بذاكرة قوية تختزن السلوك الإنساني، وتدفع الأوركا إلى مهاجمة القوارب.
وأوضح المصدر أن الأوركا هو سمك عابر ونهم بإعتباره يتغدى على كميات كبيرة من الأسماك والأحياء البحرية المختلفة قد تصل ل 400 كلغ في الساعة ، وهو يتواجد بشكل كبير قبالة مياه القصر الصغير ، هذه المنطقة التي تعرف أيضا نشاطا متزايدا لقوارب الصيد التقليدي تزامنا مع موسم سمك ابوسيف ، المعطى الذي يفتح باب التأويل في كون الصيادين زاحموا الأوركا على مصطاداته أو خطفوا منه بعض المصطادات ما جعله يهاجم بهذه الطريقة العدوانية.
إلى ذلك أفادت تصريحات مهنية متطابقة في موضوع متصل أن عدم إستئناف خافرة الإنقاذ طارق لنشاطها بميناء طنجة، حيث تواصل خضوعها لأشغال صيانة ، يعقد مهام الإنقاذ . فحادث اليوم كان يفرض تدخل الخافرة لتقديم المساعدة للقاربين المنكوبين ، فيما عملت الهيئات المهنية المحلية على طلب المساعدة من بعض مراكب الصيد الساحلي التي تنشط بالمنطقة، من أجل تقديم المساعدة للقاربين المنكوبين ، لتلافي أي خسائر في الأرواح.