يواصل الشابان سفيان الساحيلي وإدريس غافس، رحلتهما البحرية في إتجاه سيدي إفني بعد إنطلاقمها من سواحل آسفي عبر رياضة التجديف بالوقوف، أو “Stand Up Paddle “. وذلك في مبادرة تروم دعم تطوير ريادة الأعمال في المناطق الساحلية وخلق مقاولين.
وتمتد هذه الرحلة التي أطلق عليها ” Rise up” في موسمها الثالث على ما يقارب 400 كلم. وهي مسافة كلها تحديات في مواجهة الظروف البحرية القاسية، حيث تحتاج لصمود قوي وعزيمة متجددة لمواجهة الثيارات القوية والرياح والضباب وعلو مستوى الأمواج .
وقال إدريس غافس أحد المشاركين في هذه الرحلة البحرية، وصاحب الشركة الممولة لهذه الجولة الهادفة، أن هذه الرحلة الموزعة على 12 محطة، بلغت محطتها الثامنة بعد الوصول إلى شاطئ أكادير أمس الأحد، قادمين من تغازوت ، بعد رحلة طويلة وشاقة إمتدت لثمانية أيام من الإبحار المتقطع عبر التجديف بالوقوف ، على إثر إنطلاقهما من آسفي في أواخر شهر يوليوز الماضي.
وأوضح غافس في تصريحه لجريدة البحرنيوز، أن هذه المغامرة البحرية تأتي من القناعة الراسخة، لوجود تلاقي واضح بين هذا التحدي البحري مع مسار حاملي المشاريع، لأن البحر إذ كان السياح يشاهدونه فقط كفضاء للسياحة، فإن ركوبه يعد مدرسة حقيقية، لتحفيز حاملي المشاريع في إطار الطاقة الإيجابية.
وأضاف ذات المصدر، أن ركوب البحر بهذه الطريقة كان مجرد حلم ليتحول إلى فكرة ، تم دراسة القدرات والتسلح بالإمكانيات، ليتم التنفيذ، بما تحمله المبادرة من تحديات، لأن البحر هو متغير ، ويجب التعامل مع هذه المتغيرات في حينها، وفق ما تحتاجه من معارف وقدرات ، وهو مسار يلتقي إلى حد بعيد مع المشروع، الذي ينطلق بدوره كفكرة بما يعلق عليها من أمال وأحلام ، ثم البلورة فالتنزيل والإنجاز..
وسجل المصدر ذاته أن كل محطة من المحطات يتم التوقف بها ، تعرف تنظيم لقاءات مع حاملي المشاريع، سواء مقاولين ذاتيين أو مسيري شركات، أو التعاونيات، حيث الغاية هي مشاركة هذه التجارب التي تقدمها هذه الرحلة الهادفة، وكذا تدارس مختلف التحديات التي تواجه حاملي المشاريع . لأن المقاول الناجح هو الذي يستطيع إنجاز المشروع ، ويضمن وقعه الإيجابي على المحيط، ويوفر له ظروف الإستمرارية .
غير أن مجموعة من حملة المشاريع يؤكد غافس في تصريحه للبحرنيوز، يسقطون في الفشل، لعدم إهتمامهم بالتحيين الذي يطال القوانين ، وكذا التقليل من قيمة المنافسين الجدد، وعدم فهم القدرات المادية للزبناء الذي تتعامل معهم المقاولة، لتوفير منتوجات تستجيب لهذه القدرات، فضلا عن غياب الفهم الجيد لتحديات البيئة والمحيط بما يحمله من طاقات متجددة وموارد.
وواجه الشابان الكثير من المتاعب بمجموعة من المحطات البحرية خصوصا بعد إنطلاقهما من ىسفي وكذا بخليج تافضنا، بسبب وجود رياح قوية، وهو نفس الشيء ينطبق على رحلة أمس الأحد بالمحطة الرابطة بين تغازوت وأكادير. فيما قطع الشابان مسافة مهمة بعد مرورهما من مجموعة من الأماكن كمولاي بوزرقطون، الصويرة، تافضنا، إمسوان وتغازوت في إنتظار متابعة إبحارهما في إتجاه باقي المحطات وصولا إلى سيدي إفني.
ويُعد التجديف بالوقوف، أو “Stand Up Paddle “، من الرياضات الجديدة نسبياً، حيث وخلال هذه الرياضة، يقف الشخص على لوح عائم، ويستخدم مجدافاً لتحريك نفسه، فيما يشبه “المشي على الماء”..
ابناء آسفي سفيان وادريس يخوضون تحدي من آسفي الى سيدي إفني تحت شعار “دعم وتطوير ريادة الأعمال في المناطق الساحلية وخلق فرص الاستثمار والمقاولين” شكرا البحر نيوز على التغطية الاحترافية. هذا هو الاقدام والشجاعة التي يعرف بها ابناء آسفي…