دعا فاعلون مهنيون وخبراء ومسؤولين في القطاع التعاوني صباح اليوم بطنجة، إلى ضرورة الإهتمام بالتعاونيات البحرية، وتمكينها من المناخ السليم للتطور والإبداع ، والإندماج في المسار التنموي للجهات. حيث أجمع المتدخلون خلال يوم دراسي نظمته غرفة الصيد البحري المتوسطية بأحد فنادق طنجة صباح اليوم الخميس 15 شتنبر 2022 بمشاركة أزيد من 40 تعاونية بحرية، على ضرورة تظافر الجهود للنهوض بتعاونيات الصيد البحري، بإعتبارها قاطرة للتنمية المحلية والجهوية والوطنية نظير مساهمتها الفعالة في إحداث مناصب الشغل، واشتغالها في جميع فروع النشاط الإنساني.
وأكد يوسف بنجلون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية في كلمة إفتتاحية تلاها بالنيابة عنه خالد شكيل النائب الثاني لرئيس الغرفة ، أن التعاونيات في حاجة ماسة من المواكبة والتأطير لتجاوز الصعوبات التي تعترض مسيري تعاونيات قطاع الصيد البحري على مستوى التأطير القانوني والحكامة والتمويل والإنتاج والتسويق، وذلك عن طريق التركيز على تطوير قدرات مسيري التعاونيات، ووضع آليات تمكن التعاونيات في هذا القطاع من ولوج الأسواق ومصادر التمويل والمساعدة على التصديق على منتوجات التعاونيات.
وبعد أن سلط الضوء على إنخراط الغرفة في المشاريع الاجتماعية والاقتصادية، وذلك عبر البحث عن شركاء لتمويل مشاريع مدرة للدخل للنهوض بالتعاونيات وتأهيل منخرطيها في مجال التسويق والاستثمار في إطار الاقتصاد الازرق وذلك لتطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية للفئة الهشة ومحاربة الفقر والاقصاء والتهميش الاجتماعي وترسيخ دينامية لفائدة تنمية بشرية مستدامة. دعا بنجلون الوزارة الوصية إلى التفكير والبحث عن حلول عملية وعقلانية وملموسة من أجل الرفع من مستوى التعاونيات لقطاع الصيد البحري عبر خلق مشاريع صغيرة مدرة للدخل لهم ولأسرتهم.
وشدد المتدخلون على في ذات اللقاء على المجهودات الكبيرة التي بذلت من طرف قطاع الصيد البحري في تأسيس التعاونيات البحرية، دون نسيان الدور الكبير الذي قامت به مؤسسات التكوين البحري في مجال التأطير و التكوين، وذلك لما تلعبه التنظيمات الاقتصادية والتضامنية في التنمية البحرية المحلية والمجالية، من قضاء على الفقر عبر اعتماد مشاريع تنموية كتربية الأحياء المائية ومشاريع مدرة للدخل.
إلى ذلك نوهت مجيدة معروف مديرة الوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية في كلمة ألقتها ضمن اشغال اليوم الدراسي، بأهمية اللقاء الذي يقود للفهم العميق للتحديات الحقيقية التي تواجه مشاريع تربية الأحياء البحرية، إذ أكدت المديرة في ذات الصدد، استعداد الوكالة ، لتقديم يد المساعدة للتعاونيات المهتمة بمجال تربية الأحياء المائية، من خلال التعريف بالمشاريع المتاحة للتعاونيات البحرية الرجولية منها و النسوية.
من جانيه أفاد التهامي مشتي المسؤول عن المركز الوطني للإرشاد البحري، والذي قدم عرضا حول موضوع دور التعاونيات البحرية في التنمية المحلية ، ان اليوم الدراسي كان مناسبة لبسط مجموعة من المفاهيم في صفوف التعاونيات الحاضرة، باعتبارها قاطرة للتنمية المحلية و الوطنية ، وذلك لأنها تساهم في الأمن الغذائي مع إحداث مناصب للشغل، بالإضافة الى خلق دينامية اقتصادية كبيرة بالمنطقة.
ونبه المسؤول عن المركز الوطني للإرشاد البحري، أن هده التعاونيات تبقى في أمس الحاجة للمواكبة و التأطير، لتجاوز كل الصعاب التي من الممكن ان تعترض تطويرها، بالاضافة الى جعلها تلعب دورا مهما في النسيج الاقتصادي المحلي والجهوي، وذلك عن طريق تطوير قدرات مدبري التعاونيات وتشبيك الهيئات التعاونية لتقوية هذا النسيج وجعله قادرا على ولوج الأسواق وكذا مصادر التمويل لتحفيز الجسم التعاوني على الإستثمار في مشاريع نوعية..
وكانت غرفة الصيد البحري قد طالبت ضمن اشغال اللقاء ، بحصر الاستفادة من مشاريع تربية الأحياء البحرية في تطوير المنطقتين، ومساعدة تعاونيات الصيد البحري والشباب وأبناء وبنات البحارة، بإقامة مشاريع صغرى في تربية الأحياء المائية، وعلى الخصوص في مجال الطحالب، التي لا تكلف الكثير من رأس المال المستثمر ولا تتطلب تصنيف المناطق ويمكن أن تنقذ آلاف المواطنين والمواطنات بالمنطقتين من تفشي البطالة والهشاشة والمساهمة في رقيهم وتمكينهم من العيش الكريم.
ونظم اليوم الدراسي تحت شعار “العمل التعاوني في إطار الاقتصاد الأزرق، رافعة للتنمية الاجتماعية المستدامة” بمشاركة مكتب تنمية التعاون والمركز الوطني للإرشاد البحري ومعهد التكنلوجيا للصيد البحري بالعرائش والوكالة الوطنية لتنمية تربية الاحياء البحرية، حيث تفرعت أشغال اليوم إلى مجموعة من العرضن همت “دور التعاونيات البحرية في التنمية المحلية” و “دعم المشاريع التعاونية بالمنطقة المتوسطية في إطار البرنامج الوطني للوكالة الوطنية لتنمية تربية الاحياء البحرية”و ” التعاونيات رافعة لتحقيق التنمية في الجهة”.