بقلم عمار الحيحي☆
يعيش مهنيو الصيد الساحلي بالجر واقعا مزريا خطيرا مفتوحا على المجهول، بسبب فواتير الكازوال الملتهبة التي تجاوزت كل التوقعات وأصبحت تلتهم أكثر من 75 في المائة من عائدات المراكب، دون إحتساب تكاليف الإنتاج الأخرى من إقتطاعات على المبيعات الخام، و معدات للصيد و ثلج و مؤونة الأطقم، التي لم تسلم هي الأخرى من موجة الغلاء الفاحش ، والتى لا أحد يمكنه توقع مآلات هذا الوضع المأزوم..
بالموانئ الجنوبية حيث يبقى نشاط الصيد عموما المستحود الرئيسي على القسط الأوفر من رقم المعاملات السنوية للقطاع ككل، يعيش مهنيو الصيد بالجر وضعا جد مقلق، بسبب ديونهم المتراكمة لدى موزعي الكازوال. حيث جرت العادة لمدة عقدين من الزمن، أن يطبع المعاملات المالية بين الطرفين نوع من التساهل والليونة، قبل أن يتفاجأ الجميع بتضاعف قيمة فاتورة الكازوال بأكثر من مرتين. وهو ما جعل الموزعين يعيدون النظر في طريقة تعاملهم مع المجهزين و فرض الصرامة في ذلك..!
وفي سياق الوضع الحالي وبسبب كرونولوجيا التطورات، التي تطبع الصيد بالجر، تطرح الكثير من السئلة، من قبيل كيف لعشرات المجهزين الذين بلغت ديونهم أرقاما قياسية لدى موزعي مادة الكازوال، ان يفوا بإلتزاماتهم السابقة؟ و كم هي أرباح المجهزين من عائدات الصيد مستقبلا ، في حالة بقيت أسعار الكازوال في مستواها الحالي..؟
فمن البديهي أن أطقم مراكب الصيد بالجر، لا تتحمل ما ستؤول إليه الأوضاع من سوء لا قدر الله، لأنه حسب علمي فجميع الأطقم تؤدي ما بدمتها ( 50 في المائة) من مصاريف عند إنتهاء مواسم الصيد لدى مكاتب الحسابات، و تتقاضى مستحقاتها بعد خصم هذه المصاريف..
وحسب الإعتقاد المتواضع و الذي نتمنى صادقين ان يكون خاطئا، فأسطول الصيد بالجر مقبل على رجّة عنيفة وغير مسبوقة، قد تعصف بجزء منه كما عصفت بثلث أسطول الصيد بأعالي البحار ( 120 سفينة ) بسبب الأسباب ذاتها قبل عقدين من الزمن ..!
☆كتبها للبحرنيوز : عمار الحيحي ربان صيد في الصيد الساحلي بالجر مدون مهتم بقطاع الصيد .