يظهر جليا أن صناعة سفن الصيد المغربية قد وضعت رجلها في الموانئ الفرنسية بكثير من الثقة، بعد أن عاد أحد المجهزين الفرنسيين من جديد إلى ورش سوس ماسة بأكادير، من أجل تجديد أسطوله البحري المتخصص في الصيد بالجر، بعد نجاح التجربة الأولى التي نقلت مركب الصيد بالجر “BLUE WAVE” الذي تم بناءه بالورش السوسي نحو ميناء “GUILVINEC” بفرنسا.
المجهز الفرنسي جان بابتيست جولارد “Jean-Baptiste GOULARD” لم يخفي حماسته وهو يتحدث للبحرنيوز عن مركبه الأنيق “BLUE WAVE” بإعتبار شكله الهندسي المتفرد ونظامه الهجين Hybride. بحيت يتكون المركب من محرك دييزيل ومحرك كهربائي، يمكن من استهلاك الوقود اقل ب 25 في المئة بالمقارنة مع المحرك العادي. لاسيما في ظل الأزمة التي يعرفها العالم بسبب تغول أثمنة المحروقات ، حيث يبرز المركب الذي يعد نتاجا لورش سوس ماسة، مرجعا في ترشيد الطاقة على مستوى الإستهلاك بالعالم.
وأكد مجهز المركب في تصريحه الصحفي ، على اهمية العلاقة التي اصبحت تربطه بورش سوس ماسة، والتي تعود تفاصيلها لخمس سنوات، مبرزا أن المركب يزاوج بين تطلعاته كفاعل مهني بإعتباره مجهز وربان صيد، يعرف إنتظارات السواحل الفرنسية ، وحنكة مدير الورش ودينامية طاقمه، حيث تلاقحت الأفكار والتطلعات ليخرج منها في الآخير مركب “BLUE WAVE” الذي يبلغ طوله 22 مترا وعرضه 7 أمتار.
وإستأثر المركب القادم من القارة الإفريقية والمجهر بأليات ذكية وبانظمة كهربائية للتحكم، بإهتمام الوسط الفرنسي ، خصوصا وأن مدير الورش محمد باحمو أكد للبحرنيوز أن ورشته تلقت مجموعة من الطلبات، والتي هي اليوم قيد الدراسة ، خصوصا وأن الأزمة الصحية العالمة وما تلاها من تطورات على المستوى الدولي، كان لها اثرها على سوق تجديد المراكب، حيث يعرف هذا السوق نوعا من الإنكماش على المستوى الدولي ، بالنظر للإرتفاعات المتزايدة للمواد الأساسية ، وكذا تضرر إستثمارات المجهزين بسبب إرتفاع تكاليف الإنتاج. وهو ما جعل كثير منهم يؤجلون الدخول في عقود لتجديد مراكبهم إلى موعد لاحق.
إلى ذلك أكد مدير ورش صناعة مراكب الصيد الفولاذية سوس ماسة الذي داع صيته على المستوى المحلي والوطني وحتى الدولي، أنه سعيد للغاية بهذه الثقة التي أصبح يحضى بها ورشه على المستوى الأوربي خصوصا بفرنسا بعد تجارب مهمة بإفريقيا، حيث أن هناك شروط معقدة وجازمة للترخيص لمركب تم بناؤه خارج الحدود، وهو معطى يؤكد بالملموس ان هذا النوع من الصناعات، يجب أن ينال مكانته ضمن إهتمام النسيج الإقتصاد الوطني ، ليكون أحد الركائز إلى جانب صناعات السيارات والطائرات ، وغيرها من الوراش الإقتصادية ذات القيمة المضافة . كما ستسوق لعلامة صنع في المغرب التي تعطي إشعاعا دوليا للصناعة المغربية، التي تبدع في مجموعة من المجالات.
وبعد أن كانت وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي قد أكدت السنة الماضية، إلتزام الحكومة بدعم منظومة الصيد البحري، وخلق بنية صناعية جديدة خاصة بصناعة السفن على غرار باقي المنظومات الصناعية الأخرى. يتطلع الفاعلون في مجال صناعة سفن الصيد اليوم، إلى ما سيحمله قانون المالية الجديد، من تحفيزات لهذا النوع من الصناعات، خصوصا مع الاهتمام الذي ما فتئ يعبر عنه جلالة الملك بمجال الاستثمار، بالنظر إلى أهمية الدور الذي يضطلع به الاستثمار المنتج، بوصفه رافعة أساسية لإنعاش الاقتصاد الوطني وتحقيق انخراط المغرب في القطاعات الواعدة.