تداول فاعلون مهنيون صور لإنات السردين المصطادة بسواحل الوطية ، والتي تظهر حمل هذه الإنات للبيض ، داعين في ذات السياق إلى التعجيل بإتخاذ خطوات إستباقية، لمنع اي إنتكاسة محتملة بخصوص مستقبل المصيدة البحرية ، التي أصبح يضرب بها المثل على مستوى التدبير والحرص المهني على إستدامتها .
وافادت تصريحات متطابقة تم تداولها على نطاق واسع، أن مصيدة الوطية وبفضل التدبير الحكيم، وكذا الإنخراط المهني الفعال، خصوصا في إقرار راحة بيولوجية بشكل تطوعي وتشاوري من طرف المهنيي مع مطلع السنة الجارية، جعل المصيدة تعيش أزهى أيامها مع توالي الشهور ، حتى أن هناك من أكد أن السخاء الذي تميزت به المصيدة هذا الموسم أعاد الأدهان للعصر الذهبي قبل عقد ونصف من الآن .
وسجلت ذات التصريحات أن مهنيي السردين حققوا هذه السنة مفرغات إستثنائية، وازتها ايضا مبيعات مهمة ، كان لها الأثر الإيجابي على مداخيل المراكب ، والأطقم البحرية خصوصا. كما إمتدت تبعاتها للوحدات الصناعية. حيث يدور نقاش قوي بين مختلف الفاعلين لإقرار راحة بيولوجية شبيهة بتلك التي تم إعتمادها مع بداية الموسم، لكن مع إستعجال توقيف أنشطة صيد الأسماك السطحية بالمنطقة مع منتصف دجنبر الجاري على اقصى تقدير لمنع المجزرة في حق الصنف السمكي .
ودعت فعاليات مهنية إدارة الصيد ومعها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري إلى المساهمة في إتخاد هذه المبادرة، التي تروم إستدامة المصيدة والمحافظة على توهجها ، خصوصا وان الكل يتحدث عن كون أسماك السردين هي اليوم حاملة للبيوض ، ما يفتح الباب أمام التعجيل براحة بيولوجية إستثنائية، أو على الأقل إغلاق مجموعة من المناطق التي تعرف تمركزا للظاهرة. مع التصدي لمجموعة من الممارسات، خصوصا منها إستعمال بالونات التشوير “البويات” من طرف المراكب، حيث تتم مطاردة السردين حتى في المناطق الصخرية، التي ظلت بمثابة مكان آمن لأسراب السردين الهاربة من أماكن الضغط المفتوحة .
ويؤكد الفاعلون المحليون أن أي توقف محتمل، يجب أن يشمل مهنيي الصيد الساحلي صنف الأسماك السطحية الصغيرة بكل من ميناء الوطية وسيدي إفني، لاسيما وأن هذين الميناءين الجارين هما يشتركان أولا في ذات الجهة بإعتبارهما نافذيتين بحريتين لجهة كلميم واد نون، كما يشتركان في ذات المصيدة بعد التقسيم الجديد الذي قسم المصيدة الوسطى إلى مصيدتين “أ” و “ب”. حيث بات لزاما على المهنيين التفكير بشكل مشترك، لفسح المجال أمام قطاع الصيد، ليكون سباقا لإعتماد قرارات جهوية تساير خصوصيات المصايد، وتشترك في مواجهة التحديات، بما يضمن نوعا من الإنسجام على مستوى السياسة القطاعية الجهوية .
وتقدم مصيدة طانطان وفق ذات المصادر، نموذجا راقيا على نجاعة الإصلاحات، بعد أن مرت من مجموعة من المراحل قبل أن تصل إلى ما هي عليه اليوم، فالكل ينوه بالصورة الإيجابية، التي أصبحت عليها المصيدة التي اصبحت مضرب الأمثال نظير إنتعاشها وتطورها، بفعل عودة ظهور مجموعة من الأصناف، التي غابت عن السواحل المحلية، من قبيل ساركالا والأنشوبا .. وغيرها من المصطادات النوعية، التي أصبح لها حضور، يكاد يكون متوازنا بالسواحل المحلية، وعلى بعد مسافات قريبة في سواحل الإقليم.
ويعد النجاح المحقق اليوم ثمرة التكامل الحاصل بين الإدارة والمهنيين، وهو تلاحم تؤكده الإرادة القوية لضمان إستدامة المصيدة، حيث إختار المهنيون مع مطلع هذه السنة، توقيف نشاطهم بشكل إختياري، رغم الصعوبات التي واجهت غالبية المراكب، لمنح المصيدة فرصة نحو التجدد. وهو الموقف الذي باركته الإدارة ، وضمنت تنزيله بشكل سليم، وفق مقاربة تنبني على الإستثمار في الوعي البشري من جهة، والتصدي لمختلف الممارسات التي من شأنها التشويش على دينامية الإصلاحات المنجزة بالمصيدة. حيث تم تعزيز دوريات المراقبة، والتفاعل بشكل صارم مع المخالفات، مع التحسيس بأهمية تبني تدابير تعيد الإعتبار للمصيدة، في إطار المناطقية والحصة الفردية.