لم يتأخر قطاع الصيد البحري كثيرا في تفعيل مطلب المهنيين المرتبط بالجهوية التواصلية، من خلال الإعتماد على نفود الدوائر البحرية للغرف في إقرار الإجتماعات واللقاءات ، الذي تم التعبير عنه بشكل قوي ضمن اشغال لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط ، حيث بادر القطاع إلى تنزيل هذا المطلب على مستوى اللقاءات التشاورية المرتبطة بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة ، من خلال إستقبال كل غرفة على حدى .
ويدشن القطاع هذه الإسترتيجية الجديدة على مستوى التواصل والتشاور ، بإستقبال غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية صباح اليوم الثلاثاء ، تليها غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى ظهيرة اليوم ، فيما سيكون موعد الغرفة الأطلسية الشمالية وغرفة الصيد البحري المتوسطية مع لقاءين متفرقين غدا الأربعاء ، بما يضمن الإنصات المتمعن لكل غرفة بخصوص واقع المصايد السطحية المحلية والتشاور بخصوص الحلول المقترحة.
ورحب فاعلون مهنيون بهذا الإجتهاد على مستوى التشاور، الذي سينصف الغرف المهنية كمؤسسات دستورية منتخبة في إقرار أرائها ضمن النسيج المهني ، ويضعها في مركزية التشاور ، بما يخدم الوسط المهني ، ويعبر عن نبضه وإنتظاراته، لاسيما وان اللقاءات الاخيرة الموسعة عرفت الكثير من المشاكل والتحديات، تحيد بالنقاش عن القضايا الجوهرية ، بل أن كثير منها اصبح ينساق وراء تصفية حسابات وصراعات خفية . وهو الأمر الذي يجرد اللقاءات من أهدافها الجوهرية .
وطالب فاعلون شاركوا في لقاء لجنة مصيدة الأخطبوط مؤخرا بإعادة النظر في طريقة إنعقاد هذه اللجنة ومعها اللقاءات الإستراتيجية، في ظل التجاوزات التي أصبحت تطبع أشغال الإجتماعات الكبرى، لاسيما وأن النقاش بخصوص المصايد أصبح يحتاج اليوم لكثير من الخصوصيات التي توحد النوايا والأهداف خصوص على مستوى التخصص والبعد الجغرافي ، المعطى الذي يتطلب إعتماد لقاءات تتحكم فيها الجهوية وتحترم المسؤوليات، لكون تحديات المصايد على المستوى الوطني، هي تختلف بين منطقة وآخرى كما تختلف على مستوى الأساطيل.
واشارت المصادر أن النقاش حول التحديات مجتمعة بأبعادها الجغرافية والإجتماعية والإقتصادية وحتى السياسية، في لقاء تختلف إنتظاراته بإختلاف وتعدد المتدخلين يدفع نحو تشعب الملفات، ويغلق الباب أمام الإجتهاد، ويربك أرضية القرار العلمية والتقنية. لاسيما وأن النقاش يصبح موجها وكأنه يخدم مصالح أجندات مغلقة ، لدى فقد دعت المصادر إلى التحوّل نحو إعتماد لجان جهوية، تنعقد على مستوى الغرف المهنية ، قبل أن يتم الإحتكام لإنعقاد اللقاءات المركزية، وفق جدول أعمال دقيق يتم تحظيره من مخرجات اللقاءات الجهوية.