شهدت الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، يوم السبت 17 دجنبر 2022 مناقشة أطروحة لنيل الدكتوراه في البيولوجيا تخصص تربية الأحياء المائية حول موضوع تغذية الأسماك، التي تقدم بها الطالب الباحث عبد الرحيم وعاش ، والذي نال بالمناسبة ميزة حسن جدا مع التنويه.
وناقش الطالب الباحث عبد الرحيم وعاش أطروحته، تحت إشراف، هشام الشعري أستاذ التعليم العالي بكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، وبتأطير من محمد ادهالة رئيس قسم الأحياء المائية بالمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، حيث تناولت الأطروحة موضوع تأثير استبدال دقيق وزيت السمك” بقشور” القمرون والزيوت النباتية في إنتاج أعلاف الأسماك: حالة الأسماك البحرية “الدرعي” وأسماك المياه العذبة “تروتة”، لاسيما أن المملكة أعطت أهمية كبرى للإستزراع المائي، باعتباره قطاع ذو أولوية في استراتيجية أليوتيس ،التي تهدف إلى جعل هذا القطاع محركا حقيقيا للنمو الاجتماعي والإقتصادي، تقدر إمكانات إنتاج الاستزراع المائي بـ 380.000 طن سنويا.
وعلى الرغم من هذه الإمكانات الهامة حسب ما جاء في خلاصة أطروحة الدكتوراه، فإن تطوير الاستزراع المائي المغربي لازال يعتمد على استيراد المدخلات الضرورية للمزارع، وهي “الزريعة” والغذاء، مما يشكل تحديا يجب مواجهته لجعل هذا القطاع مربحا وجذابا وتنافسيا، من أجل وموطإ قدم في السوق الدولية التي تشهد منافسة قوية. وبالتالي، فإن البحث في مجال تربية الأحياء المائية، يشكل محورا رئيسيا يجب أخذه في الاعتبار، للمساهمة في التنمية المستدامة للاستزراع المائي الوطني، خاصة وأن المغرب منتج كبير لدقيق وزيت السمك، الذي يعد مكونا أساسيا في صياغة أغذية الإستزراع المائي. ولكنها للأسف غير مستدامة، فهي موارد محدودة ومكلفة بشكل متزايد. لذلك من الضروري النظر في اتباع التوجه الدولي في البحث عن مواد أولية بديلة، تقلل من نسبة دقيق وزيت السمك في إنتاج أعلاف الأسماك.
ويبقى الهدف الرئيسي من هذه الأطروحة حسب الطالب الباحث، هو المساهمة بطريقة عملية في تطوير أعلاف الأسماك المحلية. وهي تهدف، من ناحية، إلى إيجاد بديل متاح محليا لدقيق وزيت السمك، ومن ناحية أخري إلى التخفيف من الأثر البيئي والاقتصادي للكميات الهائلة للنفايات العضوية الناتجة عن وحدات تقشير الجمبري أو القمرون، التي تقدر بآلاف الأطنان. إذ يعتبر تدوير هذه المخلفات الغنية بعناصر غذائية من بروتينات وأحماض دهنية في إنتاج أعلاف الأسماك، سيقلل الضغط على الطلب على دقيق وزيت السمك، وذلك من أجل المساهمة في استدامة قطاع تربية الأحياء المائية، المحدود بسبب ركود إنتاج دقيق وزيت السمك، من الموارد البحرية وخاصة الأسماك السطحية على الصعيد العالمي.
وضمت لجنة المناقشة أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم بطنجة حسن الراوي رئيسا، إلى جانب كل من الرهيف أحمد أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم بعين الشق الدار البيضاء، وغراب قاسم أستاذ التعليم العالي بكلية العرائش، وحسني زروق منير أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم ب طنجة، وأستاذ التعليم العالي التابع للكلية المتعددة التخصصات بالعرائش عادل اغزار، كما سجلت اطوار اللقاء حضور حسن نحالة رئيس سابق للمركز الوطني للبحث في تربية الأحياء المائية بالمضيق ، و الذي يعد في ذات الوقت خبير في البيئة البحرية و تربية الاحياء المائية .
يذكر ان هذه الدكتوراه قد زاوج فيها الطالب الباحث عبد الرحيم وعاش من خلال اختياره لمجال البحث العلمي بقطاع الصيد البحري، ومن خبرته المهنية التي تسلح بها منذ بداية مشواره الدراسي، باعتباره من خريجي المعهد العالي للصيد البحري بأكادير. وهي لبنته الاولى التي سطرت توجهه المعرفي حيث نال الماستر تخصص البيئة البحرية من كلية العلوم والتقنيات بطنجة، تم ماستر ثاني من جامعة ليييج ببلجيكا تخصص تربية الأحياء المائية. و هي و المسار الأكاديمي الذي رسم الطريق أمامه لإنجاز أطروحته في دكتورا في مجال تغذية الأسماك، داخل الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، في ظل حبه وشغفه بمعرفة كل كبيرة و صغيرة بغرض تطوير قطاع الصيد البحري.