خطفت الجمعية الوطنية الأمل لأرامل وأيتام البحارة الأضواء أمس الجمعة، ضمن اليوم الرابع من فعاليات ” ملتقى نساء سوس ” المتواصلة مند يوم 05 مارس وإلى غاية 12 منه بأنزا في أكادير، بتنظيم من جمعيات المجتمع المدني وبتعاون مع جماعة أكادير، تحت شعار “المرأة رافعة العمل الجمعوي والمجتمعي”.
وشكل اليوم الرابع مناسبة أمام الجمعية لإبراز جهودها في خدمة المرأة البحرية في وضعية صعبة ، خصوصا شريحة أرامل البحارة وأيتام هؤلاء، إذ تعد تجربة “جمعية الأمل لأرامل وأيتام البحارة،” بمدينة أكادر وسط المغرب، تجربة نموذجية في مجال الإهتمام والترافع حول قضايا أرامل وأيتام البحارة، لاسيما وأن هذه الجمعية الناشئة فتحت عيون المجتمع على معاناة هذه الشريحة ، التي ظلت تعاني في صمت رهيب، بين مطرقة الفقدان المرتبط بوفاة أو غرق الأزواج في البحر وسندان الهشاشة المترثبة عن ضعف التكوين وعدم الإلمام بالمساطر الإدارية والقانونية التي تحتاجها الأرملة بعد غرق أو موت زوزجها البحار.
ونجحت صباح بوفزوز رئيسة الجمعية، في غرس روح المبادرة في الأرامل فأصبحن أكثر إنفتاحا على الرغبة في العمل وتحقيق الذات والكرامة، من خلال تبني مبادرات خلاقة لتحفيز الآخر، على التعامل مع هذه المرأة، ككيان له خصوصياته وقدراته وتطلعاته، لتحقيق مشاريع مدرة للداخل قابلة للتنزيل والتحقيق ميدانيا، إنسجاما مع الإرادة القوية لهذه المرأة التي عانت لسنوات، وتعب كثير منهن من النظرات الإحسانية، والشفقة التي تحرق مختلف المبادرات، وتقزّم دور المرأة، التي تكافح لتكوين أجيال جديدة، غير متأثرة بإشكالية الفقدان التي طالت معيل الأسرة سواء في وفاة أو فقدان عند أدائه لمهامه في البحر.
ومن الدلائل على هذا التطور، يبرز خضوع النساء من أرامل وأيتام البحارة مؤخرا لدورات تكوينية، في خياطة الشباك ، وهن اليوم منهمكات في تأسيس تعاونية وكذا تكتلات أخرى، ستعد إنتصارا حقيقيا على الذات، ورسالة قوية بكون المراة الأرملة واليتميمة، ضمن أسرة بحرية، هي قادرة على تقديم نفسها بشكل ينتصر للكرامة، عند فتح فرص تساعدها على الإرتقاء الإجتماعي، في حالة ما توفرت لها الميكانيزمات المساعدة على ذلك. وهي جهود تشكل اليوم محركا لسياسة التحفيز التي تقودها الجمعية الطامحة، لمواكبة الأرامل ويتيمات البحارة، وفق مقاربة مبنية على التحسيس والتأطير والترافع على حقوقهن، ما جعل الجمعية تحضى بإهتمام كبير ضمن لقاء أمس، وسط تصيفيق الحاضرات والحاضرين الذين شددوا على قيمة العمل المنجز ، من خلال تتويج رئيسة الجمعية صباح بوفزوز بدرع الملتقى .
وكان اللقاء قد شكل مناسبة لتقديم شريط فيديو يرسم الخطوط العريضة لميادين إشتغال الجمعية ومنجزاتها ، التي أظهرت للعلن حجم وقيمة العمل، الذي ينجز في العمق من طرف هذه الجمعية الفتية ، التي تبقى في حاجة لمزيد من المواكبة، من طرف المتدخلين والفاعلين، نظير مجهوداتها في العمل الإجتماعي، الذي يستهدف شريحة تستحق كل الدعم والإهتمام في إطار الإرتقاء بوضعية الأرامل والأيتام، وفتح أفاق أمامهم لإعادة الإندماج والتخلص من تبعات الفقدان . عبر الإعتماد على مجموعة من المقاربات، التي قدمت بعضها الأستاذة عائشة ببو مدربة متخصصة في التطوير الذاتي ضمن ورشة تدريبية حول القواعد الإيجابية في الحياة اليومية والمهنية، لتحقيق النجاح والتفوق بعنوان “كيف أكون ايجابية.
يذكر أن ” ملتقى نساء سوس” يعدّ مناسبة للإحتفال بنساء أكادير المتألقات تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة اعترافا بجهودهن وابداعاتهن في عدة مجالات، اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية، والتي حققت بموجبها مكاسب مهمة على الصعيد الجهوي والوطني والدولي . وقد عرف الملتقى النسوي حضور عدد من النساء ممتلاث عن جمعيات المجتمع المدني المنخرطات في ميادين مختلفة، لتبادل الخبرات والتجارب في المجال وعرض تجاربهم الناجحة في مجالات متعددة ، والتشجيع على الانخراط بكثافة في العمل الجمعوي لتحريك عجلة، التنمية المستدامة.