إستنسخت الجزائر التجربة المغربية في تقريب الاسماك من المواطنين، بأثمنة تنافسية في “مبادرة الحوت بثمن معقول” التي ينظمها مجهزو الصيد في اعالي البحار بالمغرب بتنسيق مع كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الداخلية .
وحث وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية،احمد_بداني يوم الإثنين 27 مارس 2023 خلال لقاء تنسيقيي، المصالح المركزية والولائية لوزارته وغرف الصيد البحري و تربية المائيات، على مواصلة عملية تسويق منتوجات الصيد البحري وتربية المائيات “من المنتج الى المستهلك” في هذا الشهر الفضيل.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي بعض المراكز التي تم إنجازها لهذا الغرض، من أجل فسح المجال للمواطن الجزائري للوصول إلى مجموعة من الأنواع السمكية باثمنة تفضيلية ، خصوصا وأن هذه الأسماك هي من المتتج إلى المستهلك، ما يجعلها تتبنى نفس الإسترتيجية التي إعتمدها مجهزو اعالي البحار بالمغرب، لإيصال منتوجهم إلى المستهلك من دون وساطات، واثمنة تقارب أثمنة الجملة.
وحددت المبادرة الجزائرية التي تشمل إجمالا 388 نقطة بيع موزعة عبر 32 ولاية، أسعار سمك القاجوج الملكي “الدوراد” بنوعيه الكبير بسعر 1090 دج والصغير ب 990 دج، والبلطي الأحمر “التيلابيا” بسعر 550 دج، بالإضافة إلى عرض مختلف منتجات التعليب كالتونة والسردين بأسعار المصنع. فيما أكد المنظمون أن توفير هذه المنتجات جاء بعد التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة تجارية مع متعاملين في القطاع (شركات تربية المائيات، مصانع التحويل والتوضيب، شاحنات التبريد..) كما تم التعاقد مع أصحاب سفن صيد لبيع منتوجاتهم مباشرة للمستهلك على مستوى الميناء، بسعر الانتاج. بهدف ضبط الأسعار.
وكان المغرب سباق لهذه المبادرة المواطنة، التي بلغت هذه السنة نسختها الخامسة، والتي تستهدف 22 مدينة، كما يؤكد المنظمون على ان نقط البيع تبلغ أزيد من 600 نقطة على المستوى الوطني، لاسيما بعد دخول إحدى مجموعات الأسواق الممتازة، والمتسمة بإنتشارها على مستوى مجموعة من المدن، على خط التسويق. وذلك بعد اللقاء الذي عقده منسقو هذه المبادرة، مع المدير العام لمجموعة “بيم” “BIM” المعروفة .
وعلّق نشطاء مغاربة على أن التقليد والمنافسة ليس عيبا، ولولا الغطرسة التي تتعامل بها السلطات الجزائرية المتشبتة بقطع العلاقات من جانب واحد مع المغرب، لكان السمك المغربي المجمد والطري معروضا في هذه المركز، كما يقع اليوم مع الثمور الجزائرية، الذي لا يكاد محل من محلات البيع المغربية، إلا ويتوفر على أجود انواعه، التي تحضى بإقبال من طرف المغاربة، لكونهم يعتبرون الجزائر والمغرب بلدا واحدا من حيث الجو والتربة والمياه.
وأنعشت مبادرة الحوت يثمن معقول نشاط تجارة السمك على مستوى المناطق الحدودية المغربية، والتي يبلغ صدى أثمنتها التنافسية، الجارة الشرقية خصوصا في ظل القرابة التي تربط الكثير من الأسر والعائلات على مستوى المناطق الحدودية، ما يجعل المبادرة في عمق وصلب النقاش اليومي وسط أشقائنا الجزائريين على مستوى المناطق الحدودية، قبل أن تصبح نقاشا وطنيا، الذي تطور إلى إسنساخ المبادرة وفق مقاربة تحتفظ بنفس أهداف المقاربة المغربية، الرامية للتحكم في الأثمنة، وكبح نشاط الوسطاء، وتعزيز دينامية إستهلاك المواطن للأسماك.