حسمت نتائج الإختبارات الجينية التي خضع لها بقايا الهيكل العظمي الذي تم إنتشاله قبل ما يناهز عامين ونصف وبالضبط في 30 نونبر 2021 من طرف أحد مراكب الصيد الساحلي صنف الجر على مستوى سواحل أكادير ، في هوية صاحب هذا الرفاث. إذ يتعلق الأمر بالمسمى قيد حياته “حسن ابار” بحار من ضحايا الحادث المأساوي، الذي تعرض له مركب الصيد الساحلي “مارمارا” في يوليوز 2020 .على بعد حوالي 28 ميلا غرب ميناء أكادير.
وتم إستدعاء اقارب الضحية أمس الإثنين من طرف سرية الدرك الملكي بميناء أكادير ، حيث تم إطلاعهم على مستجدات هذا الملف ، وما افرزته نتائج الإختبارات الجينة بعد قرابة سنتين ونصف، من انتشال الهيكل في 30 نونبر 2021 . كما تم الإستماع لأخت الضحية التي كانت مرفقة برئيسة الجمعية الوطنية لأرامل وأيتام البحارة. فيما تم اليوم الثلاثاء إستكمال مختلف الإجراءات المرتبطة بهذه النازلة ، والتي إنتهت بالتعرّف على قبر الضحية بمقبرة تيليلا بأكادير.
وقالت صباح بوفزوز رئيسة الجمعية الوطنية الأمل لأرامل وأيتام البحارة، أنه وبتأكيد هوية هذا البحار ، يرتفع عدد الضحايا المنتشلة جثثهم إلى 7 من أصل 10 كانوا يشكلون طاقم المركب المنكوب. وأضافت في ذات السياق أن هذه العملية الدقيقة التي تشرف عليها مصالح الدرك الملكي تحتاج لوقت كبير ، كما يظهر من خلال الملف الذي بين أيدينا، حيث مرت قرابة عامين ونصف بعد انتشال الهيكل العظمي ، ليتم تأكيد الهوية اليوم.
ونوهت رئيسة الجمعية في ذات السياق بالتتبع الدقيق لملفات المفقودين من طرف المصالح الدركية ، مؤكدة في ذات السياق أن عملا كبيرا ينجز من طرف هذه المصالح ، لمنع أي هامش للخطأ، مشيرة أن أخت الضحية كانت قد تعرفت على بقايا الجثة التي كانت على درجة عالية من التحلل عند انتشالها وتسليمها بميناء أكادير ، وأكدت حينها للمصالح المختصة أن الهيكل العظمي المنتشل يعود لإخيها البحار المفقود، من خلال بعض الملابس والحداء المائي، غير أن هذا يبقى غير كافي لدى الجهات المختصة، التي تتحرى اليقين، من خلال الإختبارات الجينية التي تخضع لها بقايا الجثة، بأوامر من النيابة العامة المختصة.
إلى ذلك جددت صباح بوفزوز مطالبها للأطقم البحرية بضرورة الحرص على مختلف التدابير والمعدات المرتبطة بالسلامة البحرية ، خصوصا المحافظة على ارتداء سترة النجاة، التي تمت صناعتها من أجل الإستعمال الدائم على ظهر القطع البحرية، وليس تخزينها وانتظار وقوع الحوادث، فكم من حادث تقول بوفزوز ، قد وقع في رمشة عين، ولم يمهل البحارة حتى لتوجيه نداء الإستغاثة، بالأحرى تفقد مواقع سترات النجاة.
من جهة أخرى طالبت رئيسة الجمعية ، بتسريع تعديل القوانين المنظمة لمسطرة التمويت في حالة الفقدان بالبحر، لأن كثيرا من الحقوق الإجتماعية تضيع مع طول مدة الإنتظار ، لاسيما وأن أصداء كانت قد أفادت مند شهور، بأن القطاع الوصي يشتغل بجدية على هذا الملف ، الذي يعد من الملفات التي تحتاج لمقاربة إجتماعية عارفة بخبايا النشاط المهني لرجال البحر.
وكانت أسرة الضيحية وبمواكبة من الجمعية الوطنية لأرامل وأيتام البحارة ، قد نجحت في القيام بمسطرة التمويت، بعد توكيل أحد المحامين بهذه النازلة، خصوصا وأن البحار كان قد إستوفى الأجال القانونية على مستوى الفقدان والتي تمتد لسنة ويوم، كما تم تحديد قيمة التعويض لدى شركة التأمين المعنية لصالح والدته، لاسيما وأن الضحية كان عازبا رغم أنه من مواليد سبعينيات القرن الماضي. غير أن والدة الضحية لم تلحق الإستفادة من التعويض الذي أفرزته القضية ، بعد أن كان قد باغتها الموت بعد أشهر من فقدان فلدة كبدها في الحادث .