حسن بوسمامة بحار يستعد لإقفال سنه 58، غير أنه بدينامية شابة، يواصل تحدي الذات ليكتشف مهارات جديدة في خياطة الشباك، عبر التكوين لإتقان هذا النوع من المهام المهنية ، من بوابة مركز التأهيل المهني البحري ببوجدور.
يعمل “با حسن” كما يحلو للبعض النداء عليه إحتراما ووقارا ، على ظهر مراكب الصيد الساحلي صنف السردين ببوجدور، حيث راكم الرجل عقودا في ركوب البحر بعد أن كانت التجربة البحرية قد إنطلقت منذ نعومة أظافره، ليلتحق بقطاع الصيد الساحلي صنف السردين، قبل ان تستهويه خياطة الشباك قبل سبع سنوات. وهو شغف قاده لتعلم فنونها وتقنياتها ، حيث مكنت السنوات الماضية من خلال الإحتكاك بأصحاب الحرفة، والرغبة في التعلم، مكنت الرجل لفهم الكثير من أسرار هذا المروت الحرفي، الذي يحتاج لكثير من الصبر والدقة والمعرفة. ففهم مع الوقت أن الخياطة ليست مجرد ترقيع أورتق أو تجميع ، وإنما فن كامل الأوصاف، تحكمه تقنيات غاية في الدقة، وتحتاج لكثير من الثقة التي تكتسب مع توالي سنوات الممارسة.
هذا الشغف وحب الإستطلاع هو نفسه من قاد حسن بوسمامة رفقة عدد من زملائه وأصدقائه، إلى مركز التأهيل المهني البحري ببوجدور، للإستفادة من ورشة في مجال خياطة الشباك. هناك لقي بوسمامة الإشادة والتنويه، بهذه الرغبة الجامحة في إكتساب المزيد من التقنيات والمعارف، بشكل حصد التناء و الإعجاب في أوسط المكونات الإدارية والتربوية للمركز وكذا المهنية. حيث استفاد عدد من البحارة من دورة تكوينية، نظمها لفائدتهم مركز التأهيل المهني البحري ببوجدور، همت تقديم سلسلة من الدروس التكوينية بشقيها التطبيقي والميداني، في تخصّص خياطة شباك الصيد البحري “ramendage”.
وشدد بوسمامة خلال حديثه مع جريدة البحرنيوز، على أهمية هذا التكوين البحري، الذي أضاف لقاموسه المعرفي، مجموعة من المعطيات التقنية والميدانية، تخص خياطة شباك بجميع أصنافها المهنية. وهو الأمر الذي فتح المجال حسب قول بوسمامة امام جل المهنيين لمعرفة طريقة خياطة الشباك بشكل عام.
وبلغ عدد الخياطين المستفيدين من هذه الدورة التكوينية 20 بحارا، منهم 15 بحارا ينتمون للصيد الساحلي و 5 بحارة ينتمون للصيد التقليدي، لاسيما في ظل الاهتمام المتزايد من طرف بحارة الصيد التقليدي بمجال خياطة الشباك. إذ عمدت ادارة المركز إلى إعداد برنامج خاص بهذه المهنة، يروم امداد هذه الفئة المستفيدة، بمهارات مختلفة في خياطة الشباك بشكل ميداني و تطبيقي، مع إضفاء الطابع الرسمي على معارفهم وكفاءاتهم، وتطوير مهنتهم.
وأشرف على تفعيل البرنامج التكويني الذي توزعت محاوره طيلة الأسبوع المنصرم، الأطر التربوية التابعة لمركز التأهيل المهني البحري ببوجدور، و ذلك من خلال التطرق لعدد من المحاور لتعزيز الكفايات لدى الشريحة المستهدفة، يبقى أهمها خصائص ومميزات الشباك، وكيفية إنجاز الشباك، وترميم وإصلاح مختلف أشكال التمزق، وعمليات التجميع بين شبكتين، سواء من نفس سعة العيون او بعيون مختلفة، ثم العقد البحرية، وكذا إنجاز البلانكر أو الكراشات، ومعامل التقطيع، انواع حاشية الشبكة..
وأشارت مصادر عليمة من داخل مركز التأهيل البحري ببوجدور، في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن عدد الطلبات على التكوينات البحرية المتخصصة في خياطة الشباك في تزايد مستمر ومحفز، ما يؤكد أن هذه الحرفة أصبحت تفتح شهية بحارة الصيد التقليدي والساحلي، بغرض اكتساب مهارات مهنية داخل إطار تكويني مؤسساتي منظم، يتماشى مع متطلبات المهنة، لضمان الاستمرارية الفعلية، واليد المؤهلة، في هذه الحرفة، التي تكتسي طابعا هاما في قطاع الصيد.
