تشهد السواحل المغربية، سواء على البحر الأبيض المتوسط أو على الأطلسي، نشاطًا بحريًا مكثفًا خصوصا مع تزايد الإقبال على الملاحة التجارية على تأمين حاجيات البلدان بعد الأزمة الصحية العالمية الآخيرة . إذ ومع هذا النشاط الهام تنامى عدد السفن التي تمر قبالة المياه المغربية يوميًا سواء عبر الواجه المتوسطية أو الأطلسية متجهة نحو موانئ المغرب أو نحو وجهات أخرى عبر طرق الملاحة البحرية.
ومع هذا العدد الهائل من السفن وكثافتها ، يبقى المغرب بحكم موقعه الإسترتيجي مطالبا بتأمين سلامة هذه الملاحة ، ومراقبته بشكل دقيق، خاصة السفن التي تحمل مواد خطرة. ولتأمين هذا الدور إنسجاما مع الرؤيا المينائية للمغرب ، تم تدشين مركز مراقبة الملاحة البحرية بتاريخ 11 دجنبر 2010 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. وهو المركز الذي دخل حيز الخدمة على المستوى الدولي ليوفر خدمات حركة الملاحة البحرية على مدار السنة وبصفة مسترسلة 24/24 ساعة 7 أيام في الأسبوع، لتوفير خدمات الملاحة البحرية لفائدة مستعملي مضيق جبل طارق.
هذه الخدمات للملاحة البحرية توفر من طرف ضباط الملاحة البحرية معتمدين من طرف IALA للقيام بمهام مراقبي ومشرفي خدمات للملاحة البحرية. حيث يتم تنظيم العمل بستة فرق بالتناوب حسب ورديتين اثنتين في اليوم، حيث تعمل كل فرقة ما يقارب سنويا 55 وردية بالنهار و 55 وردية ليلية.
يتوفر مركز مراقبة الملاحة البحرية بطنجة على منظومة مكونة من مجموعة من التجهيزات المتطورة القادرة على مراقبة و تتبع حركية السفن بمضيق جبل طارق، المعروفة بكثافة و تنوع حركة السفن بها. إذ ومن أجل ضمان تغطية واسعة ومتلائمة لمجال اختصاص المركز داخل مضيق جبل طارق (وفقا لقرار المنظمة البحرية الدولية MSC.300(87))، في مجال المراقبة بالرادار البحري و التعرف آليا على السفن عبر وسائل انتقال متطورة مقسمة بين محطتين، الاولى رئيسية توجد برأس بارورت على بعد 15 كلم من مدينة طنجة و الثانية ثانوية و توجد براس سيريس على بعد 30 كلم عن المحطة الاولى و يتم التواصل فيما بينهما بواسطة محطة وصل.
ويتفرع دور المركز إلى تامين سلامة الملاحة البحرية داخل مضيق جبل طارق وكذا الانقاذ البحري ومحاربة التلوث البحري إذ يعمل المرز بما يتوفر عليه من إمكانيات إلى استقبال و معالجة تقارير نظام الإبلاغ السفيني الإجباري المعتمد بالمنطقة، وتتبع ومراقبة حركة الملاحة البحرية قصد الكشف المبكر عن أي سلوك أو مناورات قد تسبب أخطارا على الملاحة البحرية، مع بث نشرات إخبارية منظمة لفائدة البحارة لإخبارهم بحالة البحر بالمنطقة وظروف الإبحار بها، و يتم بث نشرات بانتظام 6 مرات في اليوم بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية.
كما يشرف المركز على تحديد هوية البواخر التي تخالف قوانين و قواعد حركة السفن (COLREG) و استغلال و معالجة معلومات نظام تحديد هوية السفن و تتبعها من مسافة بعيدة(LRIT) وذلك بإيوائه للمركز الوطني الخاص بهذه المنظومة الدولية. مع استغلال و معالجة معلومات منظومة وطنية للتحديد الأوتوماتكي لهوية السفن (AIS) والمتكون من 14 محطة موجودة على طول الساحل البحري المغربي.
وبخصوص مهام الانقاذ البحري و محاربة التلوث البحري، فيشارك المركز في تنسيق عمليات البحث والإنقاذ البحري مع المصالح الوطنية و الدولية. وتتبع و مراقبة حركة السفن المارة عبر مضيق جبل طارق قصد رصد أي حركة أو مناورة غير عادية قد تؤدي إلى كارثة بيئية. مع تجميع المعلومات الضرورية الخاصة بأي تلوث بحري بالمنطقة ثًم الإخبار به. وتبادل المعلومات المتوفرة مع المصالح المعنية لمعالجة و التصدي للتلوث البحري. وتبليغ إلى المصالح و السلطات المعنية تحذيرات “Clean Sea Net” الصادرة عن الوكالة الاوربية للسلامة البحرية (EMSA)، المتعلقة باكتشاف تسربات التلوث البحري على طول السواحل المغربية.