يطول أمد أزمة جائحة كوفيد–19؛ ولا تزال آثارها تتكشف مع ظهور متحورات جديدة. ومن الضروري مواصلة رصد وتقييم وتوثيق التأثيرات على قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية والاستجابات لها على حدّ سواء من أجل إرشاد الاستراتيجيات في الآجال القصيرة والمتوسطة والطويلة والاستعداد لموجات جديدة.
وسلط تقرير حول حالـة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم 2022 نحو التحول الأزرق نشره موقع “الفاو”، الضوء عن مجموعة من الدروس المستفادة من هذه الأزمة، فقطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية يُعتبر قطاعًا أساسيًا وجزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي في العديد من البلدان، فمن الأهمية بمكان الحفاظ على الأداء السلس لجميع نقاط سلاسل الإمدادات، ودعم الأمن الغذائي والدخل والعمالة، مع إيلاء اعتبار خاص للتحديات المحددة التي تواجه الفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والعمال المهاجرون .
ووفق ذات التقرير فقد أدت جائحة كوفيد–19 إلى تفاقم أوجه عدم المساواة الموجودة سابقًا. وتتعرض مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الصغيرة النطاق والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم والنساء والفئات الضعيفة الأخرى (مثل العمال غير النظاميين والمهاجرين) للتهميش بصورة متزايدة وتحتاج إلى الحماية المناسبة.
ومن الأهمية بمكان يؤكد التقرير ، الاستعداد لمخاطر متعددة معروفة أو غير معروفة. وقد أضافت جائحة كوفيد–19 إلى الضغوط المتنوعة الموجودة سابقًا (مثل تفشي أمراض الأسماك/المحار، والظواهر الجوية المتطرفة، والقيود المالية المزمنة)، وتحتاج إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية إلى معالجة هذه الضغوط، من خلال نهج إدارة المخاطر المتكاملة. ومن شأن دراسة أنواع التدابير والتدخلات الأوسع نطاقًا التي نجحت في سياقات مختلفة وكيفية تغيّر النظم، وتوثيق التأثيرات الطويلة المدى والدروس الناشئة على حد سواء، أن يساعدا في بناء قدرة محددة على الصمود لمواجهة جائحة كوفيد–19 وقدرة عامة على الصمود في وجه الصدمات أو عوامل الإجهاد المستقبلية .
ومن الناحية الإيجابية يشير ذات التقرير، أدت الأزمة إلى تسريع رقمنة القطاع، كما شجعت الرصد الإلكتروني وإنفاذ مصايد الأسماك الطبيعية، وتعزيز استخدام الطاقات الخضراء والنظيفة، وساهمت في تطوير الأسواق المحلية، ودفعت مستزرعي الأسماك إلى إدارة عوامل الإنتاج الشحيحة بشكل أفضل مثل الأعلاف، وسلطت الضوء على أهمية الإنتاج المحلي.