أطلق بحارة الصيد في أعالي البحار حملة بيئية موسعة، تتطلع لتكريس الوعي بعدم التخلي عن القمامة الصادرة عن الأطقم البحرية في البحر، حيث اطلقت جمعية البحارة للبيئة والتنمية والتضامن، نداءا لتجميع القمامة البلاستيكية في سلل يتم تصنيعها من الشباك، والإحتفاظ بها على ظهر السفن، وذلك إنسجاما مع توجيهات الشركات المجهزة ، التي تراهن من جانبها على القطع مع إلقاء القمامة في البحر.
وقال محمد أفضيلي رئيس جمعية البحارة للبيئة والتنمية والتضامن، أن هذه المبادرة التي جاءت لتعزز الحرص المهني الحاصل على مستوى شركات الصيد في أعالي البحار، من أجل بحر بلا بلاستيك، قد وجدت تفاعلا قويا في أوساط الأطقم البحرية، حيث تم تداول صور وفيديوهات، تظهر حرص البحارة على التعاطي بروح إيجابية مع نداء الحملة، الداعية إلى إحداث سلل من الشباك لوضع القمامة البحرية لاسيما منها المنتوجات البلاستيكية .
وأوضح أفضيلي في تصريح للبحرنيوز، أن ما يحفّز هذا التجاوب، هي التحفيزات التي سنتها بعض الشركات لأطقمها البحرية، التي ستعود بأكبر قدر من القمامات عند عودتها مع نهاية الموسم الصيفي، حيث سيتم تكريم البحارة وتسليمهم شواهد تقديرية على جهودهم، بل هناك من احدث جوائز لهذا الغرض ، وهو نفس التوجه الذي سارت على نهجه الجمعية، التي قررت بدورها تحفيز البحارة بشواهد تقديرية في ذات السياق، في إنتظار إحداث ذرع تحفيزي يخصّص لتتويج “حُماة البيئة البيئة البحرية في أعالي البحار”.
وتراهن شركات الصيد في اعالي البحار على تأكيد انخراطها الدائم، لمحاربة جميع ظواهر التلوث البحري، حماية للخصائص الطبيعية للبيئة البحرية، من خلال الإحاطة بمختلف القواعد والآليات القانونية للتصدي لأخطار هذا النوع من التلوث؛ لأن الحماية تحيل إلى فكرة الوسائل والأهداف المتبعة، وبالتالي نكون أمام قاعدة جوهرية فحواها ضرورة الالتزام الشامل بالمحافظة على البيئة البحرية.
وأكد أفضيلي في تصريحه للبحرنيوز، بأن المرحلة تقتضي تكريس برامج تكوينية لتعزيز القدرات، ورصد النفايات البحرية على مستوى السواحل بطريقة أفقية، وزيادة مستوى الوعي بالنفايات البحرية ، منوها بتوجيهات مجموعة من الشركات ومعهم ربابنة الصيد في في أعالي البحار، الذين يعملون على صياغة حلول مبتكرة، لتحفيز جمع القمامة، والقوارير البلاستيكية، أثناء رحلاتهم البحرية الطويلة، والعودة بها عند الولوج إلى الموانئ لإجلائها وتسليمها إلى الجهات المكلفة باستعادة وجمع النفايات، خاصة البلاستيكية.
ويشدد فاعلون على الحاجة الملحة لإدخال تدابير مفيدة للحد من القمامة البحرية. من قبيل وضع قيود على استخدام مواد بلاستيكية يمكن التخلص منها، لصالح إعادة استخدام واستخدام المواد القابلة للتحلل، مع تحفيز الصيادين في إتجاه جمع القمامة البحرية في البحر، و توفير المرافق والمعدات لتخزين النفايات، بما في ذلك أليات تتيح ضغط وتدوير النفايات البلاستيكية ومعدات الصيد التي يتم الإستغناء عنها على ظهر السفينة، حتى لا تشغل مساحات أكبر تعيق نشاط الأطقم البحرية، مع تنظيم دورات تحسيسية وتدريبية يقودها الربابنة لمعالجة النفايات البحرية .
وخلصت دراسة قامت بها مؤسسة “بيغ ثينك” للاستطلاعات بسبعة من أكبر دول العالم في الصيد البحري، ضمنها المغرب بما في ذلك بيرو وإندونيسيا والولايات المتحدة ، لمعرفة كمية العتاد التي تدخل المحيط، أن الصيادون يفقدون كل عام 740000 كيلومتر من الخيوط الطويلة، وما يقرب 3000 كيلومتر مربع من الشباك الخيشومية ، و218 كيلومترا مربعا من شباك الجر و75000 من الشباك السينية.
كما يفقد الصيادون أكثر من 25 مليون وعاء ومصيدة وحوالي 14 مليار خطاف طويل كل عام، حيث تغطي هذه التقديرات مصايد الأسماك التجارية فقط، ولا تشمل كمية خيوط الصيد وغيرها من المعدات التي فقدها الصيادون الترفيهيون. فيما قدرت الدراسة أن ما بين 1.7 في المائة و 4.6 في المائة من جميع النفايات البلاستيكية البرية تنتقل إلى البحر. ما يجعل من المحتمل أن تتجاوز هذه الكمية معدات الصيد المفقودة. وهي مؤشرات رقمية تؤكد اهمية التحسيس والرفع من الوعي، لمحاصرة هذه الوضعية على مستوى الدول المعنية، من خلال تكريس الممارسة المسؤولة والإيجابية .