نقل ثلاثة بحارة إلى مستعجلات المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالدخلة في أعقاب إختناقهم في صهريج (عنبر) سفينة للصيد في المياه المبردة المعروفة “ASTRID”، وفق ما أكدته تقارير محلية متطابقة. فيما وصف مصدر خاص للبحرنيوز حالة أحد الضحايا بالحرجة، إستدعت نقله نحو أكادير لمواصلة الرعاية والإستشفاء، في حين أكد المصدر أن حالة البحارين الآخرين هي مستقرة ولا تدعو للقلق.
وقالت جمعية حماية للبحارة والصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن هذه الحوادث أصبحت تتكرر بشكل مستمر، حيث لاقى ثلاثة اشخاص مصرعهم يوم 22/11/2022 بمركب الصيد “SAAD ALLAH” كما تم تسجيل أربع وفيات داخل وحدة لتصبير الاسماك .. وأشارت الجمعية ان هذه الحوادث وغيرها تم تسجيلها في مدة قصيرة جدا، وهو ما يسائل الجهات المختصة.
وذكرت الجمعية أنها تقدمت بالعديد من المراسلات وخطابات للجهات المختصة .. دون أن تلمس أي تحرك إيجابي ملموس إزاء هذه الحوادث من اجل مراقبة شروط السلامة داخل مراكب الصيد البحري، واستهتار الشركات الخاصة بمراكب الصيد البحري بسلامة البحارة، وعدم التزامهم بتوفير معدات السلامة الخاصة بالبحارة على متن مراكبهم. فيما طرحت الجمعية مجموعة من التساؤلات من قبيل إلى متى سيستمر مسلسل الاستهتار بسلامة البحارة وأرواحهم، ومن الذي سيفرض على شركات الصيد البحري الالتزام بمعدات السلامة البحرية وتوفيرها للبحارة ومراقبتها داخل مراكب الصيد ؟
وأفاد ذات المصادر أن عملية الإنقاذ في مثل هذه الحالات يجب أن تكون على درجة عالية من الجاهزية والتنسيق، لأن النزول إلى القعر يحتاج لإستعدادات ترتبط بسلامة المنقذ بالدرجة الأولى، من خلال التجهّز بجهاز للتنفس ووضع قناع واقي، والإستعانة برافعة لتيسير مهمة الصعود. كما اشارت ذات المصدر أن نزول البحار إلى القعر من غير تجهيزات مساعدة يعد بمثابة شروع في الإنتحار.
ويطرح هذا النوع من الحوادث سؤال السلامة البحرية على ظهر هذا النوع من السفن، التي تعتمد في أنشطها على تقنيات تحتاج للكثير من الكفاءة، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤل حول نوعية المصاحبة التأطيرية التي يخضع لها بحارة هذه السفن، خصوصا وأن تسلسل الحوادث يعرّي نوعا من الضعف والنقص التأطيري على مستوى السلامة البحرية على ظهر سفن تستأثر بإهتمام النخبة المهنية وكذا الأطقم البحرية، في علاقة بتدبير عملية تطهير العنابر، التي تشبه إلى حد بعيد عملية النزول إلى المطامر، التي عادة ما تكون أبوابها صغيرة مقارنة مع مساحتها الممتدة عرضا وطولا.