اختتمت أمس بمدينة مراكش أعمال المناظرة الأفريقية الثانية جنوب جنوب للحد من المخاطر الصحية بعد ثلاثة أيام من المناقشات وجلسات العمل ، بإصدار 14 توصية رئيسية، أهمها وضع ميثاق إفريقي مشترك للحد من المخاطر الصحية في القارة.
وتم على هامش أشغال المناظرة التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “الصحة في إفريقيا.. الماء، البيئة والأمن الغذائي”، إجراء مباحثات بينية بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وعدد من وزاراء الدول الإفريقية ، حيث أكد الوزير محمد صديقي غي تصريح للصحافة ، أن المملكة لديها تجربة جد مهمة من خلال المخططات التي أطلقها جلالة الملك، ومنها مخطط المغرب الأخضر ومخطط الجيل الأخضر ومخطط “اليوتيس” للصيد البحري، مشيرا إلى استعداد المملكة لتقاسم تجربته فيما يتعلق بالممارسات الجيدة .
وعرفت المناظرة حضورا على مستوى المتابعة من طرف تمثيليات مهنية في قطاع الصيد البحري ، حيث أكد عبد الرحيم الهبزة النائب الأول لرئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى في تصريح للبحرنيوز على هامش أشغال المناظرة، أن إفريقيا أصبحت اليوم أكثر نضجا وثقة في إستثمار إمكانياتها، عبر التعاون جنوب جنوب، وهو التوجه الذي ما فتئ يكرسه المغرب بقيادة ملكية رشيدة مند عقود في إتجاه الإنفتاح على إفريقيا بمنظور رابح رابح.
واكد الفاعل المهني في قطاع الصيد، ان الأزمة الصحية العالمية الآخيرة والتطورات التي تعرفها الأوضاع المناخية ، بما تحمله هذه التحديات من توجس في المستقبل، قد شكلت أرضية قوية للنقاش ضمن المناظرة، وسط دعوات قوية لتعزيز التعاون البيني، في إتجاه وضع إطار إفريقي لتجنب آثار الأزمات على المستوى الإنساني، الاجتماعي، السياسي والاقتصادي، وذلك في أفق وضع سياسة صحية مشتركة للتعامل مع المخاطر والأزمات الصحية.
وبخصوص قطاع الصيد بإعتباره أحد مصادر الغداء، أفاد المصدر المهني أن المغرب وبما راكمه من تجربة من خلال إسترتيجية اليوتيس، وكذا التوجه نحو الإقتصاد الأزرق ، جعله محط ثقة على المستوى القاري، كما تؤكد ذلك نوعية المشاركين وحجمهم على مستوى المناظرة الهادفة للتفكير الجاد في مواجهة تحديات المرحلة، حيث عبر المسؤولون المغاربة عن إستعدادهم لتحقيق المزيد من الإنفتاح على العمق الإفريقي بما يخدم السيادة والأمن الغدائيين من جهة ، وتحقيق نوع من الحصانة ضد الأزمات المناخية والصحية . لدى فالقطاع الخاص بما فيهم الفاعلون في قطاع الصيد، هم اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى الإستثمار في التعاون جنوب جنوب، وهو ما يحتاج لنوع من المواكبة على مستوى صناعة القرار لتحفيز هذا التوجه الإسترتيجي.
وكان وزير التجهيز والماء، نزار بركة، قد أكد أمس الجمعة بمراكش، بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للمناظرة الإفريقية، أن الأمن المائي يشكل أساس السيادة الغذائية الإفريقية والحفاظ على البيئة. حيث سجل الوزير خلال جلسة عقدت في موضوع “الماء الشروب: موارد ومزارع واستثمارات قارية وإنصاف”، إن التدبير المندمج للأمن المائي أضحى ضروريا لتحقيق الاستقلالية في مجالات التنمية المستدامة، كالطاقة والغذاء والبيئة، في سياق يتسم بالتغيرات المناخية والتحديات الرئيسية الأخرى التي تؤثر على العالم بشكل عام وإفريقيا على وجه الخصوص.