جدد قانون المالية برسم سنة 2024 النقاش بخصوص مشروع إنجاز ميناء صيد جديد بجهة سوس ماسة، بعد أن أكدت المذكرة الخاصة بتوزيع الإستثمار أن السنة القادمة ستعرف إنجاز الدراسات الجيوتقنية المتعلقة بمشروع ميناء الصيد الجديد بسيدي بوفديل بجهة سوس-ماسة. وهي خطوة تأتي بعد الخطوة التي أقرها قانون المالية 2021 برصد 7 ملايين درهم، لإطلاق الكشوفات الجيوتقنية المتعلقة بمشروع ميناء سيدي بوالفضايل التي تعلق عليه أمال كبيرة على مستوى إقليم تيزنيت. حيث تعالت الأصوات طيلة العقد الماضي مطالبة بعدالة على مستوى التوزيع المينائي بين الأقاليم البحرية بالجهة .
وبهذه الإشارة حتى وإن إختلفت طريقة كتابة إسم المكان “سيدي بوفديل” / سيدي بوالفضايل ، يكون مشروع قانون المالية قد حافظ على تطلعات ساكنة سواس ماسة وفاعليها السياسيين ، في إمتلاك ميناء للصيد على سواحل الجهة، الذي ظل مطلبا أساسيا للسلطة الجهوية والإقليمية وجميع المتدخلين والمنتخبين والإدارة والمهنيين والجماعات الترابية والنواب البرلمانيون ومختلف الفاعلين ، وذلك بحكم ما تزخر به المنطقة من ثروات بحرية ذات قيمة عالمية، وجودة المياه ومحيط إيكولوجي سالم. وهو ما جعلها محفزا للاستمار، وخلق فرص الشغل مع خلق فضاءات ترفيهية ذات بعد سياحي.
ويتوفر إقليم تزنيت على واجهة بحرية مهمة يبلغ طولها 35 كيلومتر. كما ان إلتحاق سيدي إفني بجهة كلميم واد نون، جعل جهة سوس ماسة تتوفر على ميناء واحد، ما يفرض تعزيز الإنفتاح المينائي لهذه الآخيرة. غير أن هذا المشروع ، لم يستقر على حال في العقد الآخير، منذ اتخاذ المجلس الاقليمي لتيزنيت سنة 2010، قرار رفع ملتمس انجاز الدراسات، من أجل إحداث ميناء للصيد البحري بالواجهة البحرية للاقليم ، وتوجيه هذه الملتمسات للوزارات المعنية.
وإنطلقت سنة 2012، الدراسة من طرف مكتب الدراسات CID، حيث تم سنة 2013 تقديم نتائج الدراسات والتي حددت ثلاث مواقع مناسبة بالواجهة البحرية لاقليم تيزنيت ، اصوح ، أفتاس أكلو، جلب سيدي بوالفضايل. وفي سنة 2014، تم عقد عدة لقاءات للحسم في اختيار موقع جلب سيدي بو الفضايل. كما تم سنة 2015 القيام بعدة مساعي واتصالات من طرف الجهات الفاعلة، بضرورة مراجعة وتعميق الدراسات المنجزة بسيدي بوالفضايل. حيث تم سنة 2016 ، اعطاء انطلاقة تعميق ومراجعة دراسة الميناء، بما يجعله يستقبل مراكب الصيد الساحلي وقوارب الصيد التقليدي وكذا مرفأ للترفيه .
غير أن الحماس الذي رافق تطلعات التاسيس للفكرة قد خفت في السنوات الآخيرة من العقد الآخير، حيث عرف المشروع نوعا من الإنتكاسة والجمود، خصوصا مع التوجس الذي خلقته فكرة إنشاء مشروع مينائي في أوساط الفاعلين بسيدي إفني، بكون الميناء الجديد سيسحب البساط من تحت أقدام ميناء افني وسيقلل من حجم الرواج المينائي، بسيدي افني. وهو تخوف كان بشكل أقل في أوساط الفاعلين بأكادير ، بما يشكل نوعا من المعارضة لإنشاء ميناء بين المدينتين المينائيتين المذكورتين.
فهل ستكون الإشارة والجملة التي تضمنتها مذكرة توزيع الإستثمار في مشروع قانون المالية 2023 ، فأل خير في إتجاه تحويل إقليم تيزينت إلى واجهة مينائية، لاسيما وانه يملك من المقومات المساعدة الشيء الكثير. فالإقليم يتوفر على إمتداد مهم على المحيط الأطلسي ، ما يجعل الرهان كبيرا في أوساط الفاعلين المحليين، على الإستفادة من الإقتصاد البحري من صيد وترفيه ، لتدبير مداخل إضافية تخلق فرص شغل جديدة، وتنشط خزينة الإقليم، الذي يعرف حركية هامة، في إتجاه التحول إلى مركز جامعي وصناعي وكذا واجهة سياحية بخصوصيات بحرية.