*رأي بقلم: عمار الحيحي
منذ خريف سنة 2004 إبان تنزيل مخطط تهيئة مصيدة الأخطبوط جنوب بوجدور و بعده المنع الذي طال نشاط صيد الأخطبوط شمال بوجدور منذ سنة 2013 ، في الفترات التي يخضع فيها جنوبه للراحة البيولوجية و أسطول الصيد الساحلي بالجر يعيش خيبات و مفارقات ما أتى بها الله من سلطان..
ما يجهله مهنيو الصيد الساحلي بالجر، أن هذين الحدثين الفارقين في تاريخ القطاع، كانا بمبادرة جادة من الجمعية المهنية لمجهزي للصيد بأعالي، هذه الآخيرة التي نجحت بإمتياز في إنقاذ إستثمارات منخرطيها، بعد أزمة 2003 التي كان فيها الأخطبوط على وشك الإنقراض..
فمفتاح نجاح مخطط تهيئة مصيدة الأخطبوط جنوب بوجدور هو تفعيل مبدأ تقليص مجهود الصيد Réduction de l’effort de pêche . وهو الشيء الذي فرط فيه و تجاهله مهنيو الصيد الساحلي بالجر بمصايدهم التاريخيه، حيث لم يكونوا في مستوى الحدثين بسبب الصراعات المجانية لممثليهم، وغياب دراسات ميدانية تؤمن مستقبل قطاعهم، والإستفادة من تجربة نظرائهم في فصيل الصيد بأعالي البحار..
الحاصل اليوم في الشريط الساحلي الممتد على مسافة 2800 كلم من بوجدور حتى السعيدية، ليس راحة بيولوجية كما هو الحال جنوب بوجدور. هناك فقط منع نشاط صيد الأخطبوط. حيث أن مراكب الصيد بالجر تمارس نشاطها بشكل إعتيادي وترمي كميات وفيرة جدا من الأخطبوط الميت إلى البحر “Rejet en mer” التي تعلق بشباكها، لأن هذا الصنف من الصيد ليس إنتقائيا “non sélectif” و هو ما يتكرر منذ سنة 2013..
بعد تفطن الربابنة لهذه العشوائية والتسيّب، قمنا بمبادرة مواطنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث قدمت يوم 26 ماي 2014 بالدار البيضاء بمعية بعض الزملاء الربابنة، تقريرا تقنيا مفصلا بطلب وتحت إشراف السيدة الكاتبة العامة ومدير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري INRH ، يروم إلى خلق خلية للتفكير في تنزيل مخطط مستقل لتهيئة مصايد بالساحل الممتد من بوجدور حتى سيدي إفني. وذلك في خطوة أولى يليها تعميم التجربة على سائر الساحل الوطني. يكون محورها الأساس تفعيل مبدأ تقليص مجهود الصيد، الذي ألحت عليه إستراتيجية أليوتيس الأولى. إذ لقيت هذه المبادرة إستحسان الوزارة والمعهد على حد سواء..
للأمانة وللتاريخ الإدارة الوصية قامت بالمتعين القيام به، وجست نبض التمثيليات المهنية المنقسمة على نفسها للمضي قدما في إتجاه خلق خلية للتفكير، تروم تنزيل مخطط تهيئة مستقل بداية في الشريط الساحلي الممتد على مسافة 700 كلم من سيدي إفني حتى شمال بوجدور ياخذ بعين الإعتبار خصائص الجرف القاري Plateau continental لهذه المنطقة ؛ لكن للأسف الشديد باستعمال الدسائس واللعب على وثر الجانب الاجتماعي، نجح من يسوق المهنيين إلى المقصلة في وأد و إجهاض هذه المبادرة.. والنتيجة اليوم و هي أن مصير الأسطول الوطني للصيد الساحلي بالجر لم يعد بين يديه للأسف الشديد.. “أوا غربل الماء دبا…..”
* رأي كتبه للبحرنيوز عمار الحيحي ربان صيد ومدون مهتم بقطاع الصيد الساحلي بالجر