تواجه العشرات من نساء الطحالب المنتسبات لتعاونية “جيكارتينا” المتخصصة في إنتاج وتصدير الطحالب البحرية بسيدي رحال مصيرا مجهولا، بعد أن وجدت التعاونية صعوبات قوية في تصدير منتوجها، الذي ظل مكدسا بالأطنان على مستوى المخازن في السنوات الآخيرة. حيث أوضحت رئيسة التعاونية سميرة الهيلالي في تصريح للبحرنيوز، أن هذه الوضعية جعلت التعاونية تواجه المجهول، غير قادرة على الإيفاء بالعديد من إلتزاماتها الإجتماعية إتجاه نسائها. وهو المعطى الذي وضع مكتب التعاونية في وضعية لا يحسد عليها ، بعد أن اصبحت نحو 120 متعاونة على حافة المجهول.
وأكدت رئيسىة التعاونية أن ما يرزيد عن 300 طن من منتوج “الجيكارتينا” هي اليوم مكدسة بالمنطقة ، بعد أن إستهلكت الكثير من الجهد الذي بدلته سواعد نساء قرويات على مستوى دوار “الهواورة”، من أجل جعل المنتوج على درجة عالية من الجودة، ويستوفي مختلف شروط الإنتاج والتصدير ، إذ أن نساء المنطقة يعتمدن على هذا النشاط المهني في مواجهة تحديات الحياة ، خصوصا في السنوات الآخيرة التي عرفت الكثير من التحديات المرتبطة بضعف التساقطات المطرية، وإنحصار الأنشطة البدوية لصالح أنشطة بديلة، تخلق نوعا من التوزان على مستوى الحياة الإجتماعية المحلية .
وأضافت رئيسة التعاونية أن نساء المنطقة إستبشرن كثيرا عندما إنخرطن في العمل التعاوني بطموحات قوية، لجعل المرأة في عمق الإقتصاد الإجتماعي المحلي خصوصا بمنطقة قروية، وهو رهان كبير رفعته التعاونية مند تأسيسها. وأبرزت في ذات السياق أن كل شيء كان يوحي بأن المنطقة ستتحول لنموذج، يضرب به المثل على المستوى الوطني. غير أن الصدمة كانت قوية عندما شرعت التعاوينة في طرق باب التسويق والتصدير ، حيث إصطدمت التعاونية بلغة التسويف والمنع، لاسيما وأن أبواب التصدير تبقى محصورة أو بالأحرى حكرا على جهات بعينها ، وهو المعطى الذي لا ينسجم مع التوجهات الكبرى المرتبطة بالتثمين والمنافسة، القادرة على تقديم دينامية قوية لهذا المنتوج إنسجاما مع الركائز الأساسية للإسترتتيجية القطاعية أليوتيس .
وأشارت رئيسة التعاونية التي كانت تتحدث للبحرنيوز بكثير من الحرقة، أن مكتب التعاونية عمد إلى مراسلة مجموعة من الإدارات المتدخلة ، كما إنتقل للقاء مجموعة من المسؤولين ، دون أن يكون هناك حل يعيد البسمة للتعاونية، ويبعث نوعا من الأمل والتفاؤل في صفوف المتعاونات، خصوصا في قطاع الصيد الذي ظل يضرب به المثل على مستوى الجهود المبذولة في مقاربة النوع، والتي شكلت حافزا لتأسيس التعاونية، والإنخراط الجاد والمسؤول في هذه الدينامية التي يعرفها القطاع. فالتعاونية اليوم هي قائمة الذات وتشغل يد عاملة مهمة ، لكن الجهات المختصة باتت مطالبة بتحفيز الإقتصاد التضامنيي على المستوى المحلي ، وتفتح أمام التعاونيات الجادة أفاقا جديدة بما يخدم مصلحة المتعاونات من جهة، وكذا مسار التنمية بمنطقة قروية، تتطلع اليوم لإستغلال مواردها وإمكانياتها الطبيعة. وذلك تماشيا مع تطلعات التنمية المستدامة المرتبطة بالإقتصاد الأزرق.
ودعا نشطاء محليون مختلف الجهات المتدخلة للوقوف إلى جانب التعاونية في هذه الظرفية الحساسة، وإنقاذها من التفكك بالنظر للأزمة المالية الخانقة الناجمة عن غياب التصدير، وكذا ضعف التسويق على المستوى المحلي. وهو ما يهدد منظومة محلية تتسم بالهشاشة، بالنظر لقيمة نشاط الطحالب على مستوى مختلف سلسلة القيمة في الرواج المحلي بدوار “الهواورة . فيما تتعالى المطالب المحلية الداعية إلى التفكير بجدية في أنظمة تسويقية تراعي خصوصية النشاط وأبعاده الإجتماعية والإقتصادية. لاسيما وأن عمليات المراقبة والتتبع من المنبع حتى التصدير المرتبطة بالطحالب، تفرض على التكتلات المعنية الإلتزام بشروط تصدير الطحالب، التي تتطلب روزنامة من الشروط والقوانين من بينها ، ملفات دقيقة، مكونة من وثائق إلزامية للشركات والتعاونيات المصدرة للطحالب البحرية، والتي تتضمن ملفات مصادق علبها من طرف المؤسسات الوصية والمتدخلة.
وستكون لنا عودة لهذا الموضوع في مقالات قادمة ..