عرف ميناء بوجدور صباح اليوم الجمعة 26 يناير 2024 حملة تحسيسية بأبعاد إرشادية، إستهدفت البحارة العاملين بقطاع الصيد التقليدي، لتكريس مفاهيم السلامة البحرية ومصالحة البحارة مع صدريات النجاة كأحد المستلزمات المهمة للإبحار على متن قوارب الصيد.
وتأتي هذه الحملة بعد أيام من وقوع حادث مميث خلف ثلاث ضحايا من البحارة ، في ظرفية شهدت تزايد الحوادث القاتلة بالسواحل المغربية، وهو ما يتطلب حسب المنظمين، تكاتف جهود الجميع كل من موقعه، للحد من الحوادث البحرية، وذلك من خلال الرفع من مستوى الوعي لدى البحارة وجعل سترة النجاة في عمق الممارسة المهنية، وركيزة من الركائز الأساسية مع كل ركوب للبحر من أجل رحلات الصيد.
وتم خلال هذه الحملة، تقديم مجموعة من الشروحات النظرية والتطبيقية حول كيفية استخدام سترات النجاة وأجهزة تحديد المواقع، كما تم حث البحارة على إلزامية ارتداء سترات النجاة مع كل إستعداد لركوب القارب، أو تحرك على الرصيف. لأن أغلبية الحوادث التي تقع اليوم يتحمل فيها العنصر البشري جانبا مهما من المسؤولية، خصوصا التقصير في الفهم السليم لمحددات السلامة البحرية وإهمال التجند بالمستلزمات الضرورية عند الإبحار .
ويتطلع الفاعلون في أن يتحول التفاعل مع هذه الحملات ، إلى تطبيق على مستوى الواقع، لما تكتسيه الصدريات من أهمية قصوى، في سياق تعزيز السلامة البحرية على ظهر قوارب الصيد، بما يضمن الحد من حالات الفقدان في البحر، التي لازالت تتواثر بالسواحل المغربية، حيث الدعوات متواصلة لكل المجهزين والبحارة، لتعزيز القطع البحرية بصدريات من الجيل الجديد، التي تتمتع بمزايا عديدة، من بينها إمكانية ارتدائها لفترة طويلة، وسهولة استعمالها في حالات الطوارئ، فضلا عن توفرها على صفارة إنذار يمكن اللجوء إليها في حالات الضرورة.
ويتساءل المهنيون عن موعد تفعيل برنامج تعميم سترة النجاة من الجيل الجديد على قوارب الصيد الذي وعدت به الوزارة الوصية المهنيين في وقت سابق. إذ يتطلع الفاعلون للإفراج عن هذا المشروع لتسريع تطويق أكتاف البحارة بسترات نجاة عصرية من الجيل الجديد، في أسرع وقت ممكن ، لاسيما في هذه الفترة من السنة المطبوعة بالتقلبات الجوية، وسط تطلعات جادة للقطع مع زمن اللامبالاة بأهمية هذه الوسائل في حماية الأروح البشرية، وتفعيل القوانين الزاجرة في حق المخالفين والمتهاونين بإرتدائها .
وكان ميناء بوجدور قد عرف قبل أيام إنقلاب قارب للصيد التقليدي ، حيث راح ضحيته ثلاث بحارة أعتبروا في عداد المفقودين، فيما تقادفت الأمواج ألواح القارب الذي تحطم بفعل قوة الموج والصخو ، وكذا معدات البحارة ، دون أن يظهر أي أثر للبحارة الثلاث.
يذكر أن الحملة أن التحسيسية والإرشادية التي نظمت من طرف مركز التأهيل المهني البحري ببوجدور بشراكة مع مندوبية الصيد البحري عرفت مشاركة كل من مصالح الوقاية المدنية والسلطة المحلية و الامن الوطني و القوات المساعدة و المكتب الوطني للصيد البحري ووكالة استغلال الموانئ و البحرية الملكية و جمعية ادماج للصيد البحري إلى جانب عدد من الهيئات البحرية النشيطة بميناء بوجدور.