تداول نشطاء مهنيون على مواقع التواصل الإجتماعي واتساب وعلى نطاق واسع شريط فيديو يظهر لحظة إنطلاق عدد كبير من مراكب السردين من بوابة ميناء سيدي إفني ، في رحلات بحرية بسواحل الإقليم . حيث بدت المراكب متقاربة وكأنها في سباق بينها بما يشبه “رالي” فوضوي في مضمار سباق مفتوح محفوف بالمخاطر.
وأظهر شريط فيديو الذي توصلت به البحرنيوز، عددا من المراكب تحاول التسابق في ما بينها لولوج المصايد، في غياب النظام وإحترام إجراءات السلامة والملاحة، وهو ما يعكس الوجه الحقيقي الذي يخفيه عدد من ربابنة مراكب السردين النشيطة بالميناء. حيث أكدت جهات مهنية أن هذا السلوك يعد غريبا على الميناء ، فيما تشير اصابع الإتهام لمراكب جديدة إلتحقت هذا الموسم بالمصيدة الوسطى “أ” قادمة من المصيدة “ب” التي تضم العيون وطرفاية. إذ وثق شريط الفيدو بعض الأصوات تشير إلى ربابنة كانوا ينشطون في ميناء العيون، في كناية على كون هذا السلوك دخيل على المنطقة .
وأفادت تصريحات متطابقة لمهنيين إستقتها جريدة “البحرنيوز”، أن هذا السلوك غير أخلاقي ولا يشرف المهنيين (ولاد الحنطة)، خاصة المصنفين في خانة الربابنة، المفروض فيهم واجب التحفظ على هكذا ممارسات وأفعال صبيانية، وأن يكونوا قدوة للبحارة و المهنيين بشكل عام. خصوصا وان هذا الطريقة في التسابق ، هي عادة ما تكون لها تبعات على السلامة البحرية سواء للأطقم وكذا للقطع البحرية، التي قد تكون غير قادرة على مجاراة السرعة التي تنطلق بها المراكب.
وطالب نشطاء مهنيون ، سلطات المراقبة بتحريك أليات البحث والتحقيق، للوقوف على الحيثيات التي حملها شريط الفيديو بكثير من الجدية والصرامة، بإعتبارها تستوجب إتخاذ المتعين، مع إعمال سياسة العقاب في حق كل من تورط في مخالفة قوانين السلامة و الملاحة البحرية. كما ناشدوا سلطات الميناء إلى إعتماد تدابير تنظم عملية الخروج سواء بإعمال التناوب ، أو وضع فارق زمني على مستوى الإنطلاق ، خصوصا وأن الميناء يعرف هذا السنة تواجد عدد مهم من المراكب ، وهو ما يجعل من عملية الإنطلاق نحو المصيدة تتم بشكل فوضوي .
إلى ذلك خلص إجتماع إحتضنه مقر مندوبية الصيد البحري يوم الإثنين الماضي إلى إعتماد مجموعة من الإجراءت والتدابير الرامية لضمان تنظيم النشاط المينائي وسلامة مستعمليه. من بينها تحديد توقيت الخروج إلى البحر في الأيام العادية من الإثنين إلى السبت ابتداء من الساعة السادسة مساءا ، وكذا تحديد توقيت الخروج يوم الأحد في الساعة العاشرة ليلا، وهو برنامج زمني من شأنه القطع مع عشوائية الرحلات ، ويريح الأطقم البحرية .
كما تم التأكيد خلال ذات الإجتماع على ضرورة التصريح من طرف الربان، والذي سيكون مطالبا بوضع سجل الإبحار لدى الإدارة ، ولا يمكن تسلمه إلا بعد مرور 16 ساعة عن عملية التصريح ، وذلك للقطع مع الراحلات المزدوجة خلال اليوم الواحد ، حيث شدد المندوب على ضرورة إحترام القوانين المنظمة ، وكذا المسافة الزمنية بين الرحلة والرحلة بمعدل رحلة واحدة خلال 24 ساعة .
وتم تنبيه الأطقم البحرية إلى ضرورة الإهتداء للسلوك الرشيد ، بما يضمن إستدامة المصيدة، وتلافي الممارسات غير القانونية التي سيكون لها تأثير مباشر على النشاط المهني ، وكذا تثمين المصطادات ، حيث شدد المتدخلون بأن حماية المصيدة يبقى رهين بالوعي المهني المسؤول ، العارف بحجم التحديات التي تواجه المصايد ، وكذا الإنتظارات المرتبطة بالمنتوج البحري في الحاضر والمستقبل .