يواجه بحارة الصيد التقليدي على مستوى نقطة التفريغ تارغا التابعة لنفوذ مندوبية الصيد البحري بالجبهة مجموعة من التحديات من تغيرات مناخية وهجمات اسماك النيكرو إلى جانب عدم إستقرار المصايد المحلية، كلها مؤثرات أرخت بظلالها على انسيابية نشاط الصيد البحري بالمنطقة.
وكشفت مصادر مهنية بنقطة التفريغ تارغة في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز، إن الأنشطة البحرية بالمنطقة تقلصت بشكل ملحوظ، بسبب الهجمات المتكررة لسمك الدلفين الأسود، رغم وفرة الأسماك السطحية الصغيرة بالمنطقة ، ناهيك عن تزامن الفترة الحالية مع الراحة البيولوجية للصدفيات، التي تنعش فترة صيدها، المردودية الاقتصادية و الاجتماعية لبحارة الصيد بالمنطقة .
وساهمت التحديات التي تعرفها سواحل المنطقة حسب قول المصادر المهنية في نزوح بحارة الصيد نحو ميناء طنجة، طمعا في عمل بحري مستمر ومتتالي، وهروبا من العطالة المهنية، تزامنا مع موسم صيد الاسبادون، الذي يشهد حركية اقتصادية تعود بالنفع على المنظومة البحرية ككل. واضافت المصادر، ان معظم مراكب الصيد الساحلي صنف السردين والجر بالجبهة، هاجرت بدورها الدائرة البحرية المتوسطية الى الجهة الاطلسية في إتجاه ميناء العرائش، المهدية، المحمدية.
وأضافت المصادر المهنية في مسترسل حديثها مع جريدة البحرنيوز أن هذا المغادرة، ساهمت في شلل إضطراري لمجموعة من القوارب البحرية، التي إفتقدت للروح بفقدان أطقمها البحرية. لتبدأ عملية اصلاح القوارب وترميمها وصباغتها ، استعدادا لموسم صيد الصدفيات بداية من شهر يونيو . وذلك بغرض ضخ روح جديدة في الرواج المحلي.
وأفادت المصادر المهنية أن مهنيي الصيد من ربابنة و بحارة، ينتمون لنقط التفريغ التابعة للميناء الجبهة من قبيل تارغة قاع اسرار اشماعلة… قد ضاقوا ذرعا من العطالة المهنية، التي اكتسحت مجال الصيد البحري، خصوصا منها اسطول الصيد المختص باستقطاب الاسماك السطحية الصغيرة، المعروفين بالمنطقة بالشباك و المحدد اعدادها في 56 قارب. حيث أضحوا اليوم منهمكين بخياطة الشباك، بعد تمزيقها من طرف الدلفيل الاسود ، الامر الذي انعكس سلبا على نشاط الصيد البحري بالمنطقة.
وأشارت المصادر المهنية ان رغم الأصداء التي تدور بالساحة البحرية المتوسطية حول ضعف الكتلة الحية من اسماك الاسبادون بميناء طنجة، إلا ان بحارة المنطقة يبحثون عن حظوظهم العملية بدات المنطقة، عن طريق الهجرة باتجاه ميناء طنجة، بحثا عن قوت يومهم، بغرض قطع الطريق أمام العطالة البحرية، التي تنهش جيوب المهنين وتدخلهم في حالة من الشك وعدم اليقين بخصوص مستقبل السواحل المحلية .