مع الأزمة التي باتت تعرفها مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة وبشكل أخص مصيدة السردين، وما رافقها من معطيات يبقى أبرزها تزايد مجهود الصيد الذي تعرفه المصيدة وكذا إشكالية نزوح أسماك السردين نحو موريطانيا بعد تفريخها في المغرب وهنا مربط الفرس، تعالت أصوات مهنية تدعو إلى تأهيل ميناء المهريز على المستوى القريب والمتوسط، وتحفيزه للعب أدوار إسترتيجية على مستوى قطاع الصيد البحري بالمنطقة الجنوبية .
وقالت مصادر مهنية في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز، أن المعطيات العلمية التي قدمها المعهد الوطني للبحث في الصيد في لقائه بالتمثيليات المهنية، تؤكد وبشكل رسمي أن أسماك السردين تتكاثر بالسواحل المغربية، وتقودها الثيارات البحرية في إتجاه أقصى الجنوب، حيث أن هذه الأسماك كانت في ما مضى تنطلق من السواحل الجنوبية للمملكة، وتتحرك في إتجاه موريتانيا والسنغال، تم تعود للسواحل المغربية في وقت لاحق، غير أن هذه الدورة لم تعد قائمة، بالنظر للضغط الكبير الذي تعاني منه المصايد الموريتانية في السنوات الآخيرة، في ظل وجود العشرات من سفن الصيد الأجنبية العملاقة، المتخصصة في إستهداف الأسماك السطحية الصغيرة، تشكل سدودا عائمة تأتي على الأخضر واليابس، وما يفيض عن شباكها تتلقفه سفن RSW في حالة ما كتب لهذه الأسماك الفرار للسواحل المغربية ..
وأوضحت ذات المصادر أن أمام هذه التطورات المتسارعة والتي اصبحت تجبر المراكب المغربية على قطع عشرات الأميال بحثا عن الرشم ، فقد بات لزاما على صناع القرار، التفكير بجدية في توسيع ميناء المهريز وتحويله لميناء صيد بأحواض قادرة على إستيعاب عدد مقبول من مراكب الصيد المتخصصة في الأسماك السطحية الصغيرة، لاسيما وأن المنطقة تعيش على زخم تنموي، تبرز أهمية الجهود المبذولة من طرف المملكة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل تحويل جهة الداخلة – وادي الذهب إلى محور اقتصادي مهم يزخر ببنية تحتية قوية، وصلة وصل تروم ضمان تنمية مشتركة وشاملة للقارة الإفريقية.
وشددت المصادر أنه حان الوقت للتفكير على المستوى المتوسط في إطلاق منطقة صناعية محلية متخصصة في معالجة المنتوجات البحرية خصوصا الأسماك السطحية الصغيرة، لاسيما وأن كل القرائن تؤكد ان ميناء المهريز بحكم موقعه المحفز والقريب من المنطقة الحدودية، بإمكانه لعب أدوار قوية في تعزيز دينامية المنطقة من جهة، كما ستفتح أفاق جديدة للفاعلين المهنيين بإعتباره ميناء سيؤمن تكافؤ الفرص على مستوى المصيدة المشتركة، خصوصا وأن مستقبل مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، يرتبط بفتح نقاش صريح مع جارتنا الجنوبية تحت شعار رابح رابح. لذى وجب على سلطات القرار حماية مستقبل ومصالح الفاعلين المهنيين، والصناعات المبنية على الموارد السمكية.
ويندرج مشروع ميناء لمهيريز الواقع على بعد 300 كيلومتر جنوب الداخلة، والتابع لنفوذ جماعة بئركندوز بإقليم أوسرد، ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء المظفرة سنة 2015، من أجل خلق رواج اقتصادي بالمنطقة، وتحسين ظروف عمل ونمط عيش الصيادين وكذلك تثمين وتحسين جودة منتجات الصيد البحري.