حذرت رئيسة وحدة البحث والتطوير في البيولوجيا البحرية بالمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، مليكة شليضة، في ندوة نظمت أمس الأربعاء بالرباط حول موضوع “مراقبة وتدبير الترسبات الحيوية على السفن”، من خطورة هذه الترسبات بإعتبارها تسهّل نقل الكائنات المائية الغازية.
وسلّطت مليكة شليضة ضمن ذات الندوة المنظمة طرف وزارة النقل واللوجستيك والمركز الإقليمي للاستجابة لحالات الطوارئ للتلوث البحري للبحر الأبيض المتوسط، الأضواء على تأثيرات الكائنات المائية الغازية على موارد الصيد البحري، مضيفة أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري يقوم بشكل منتظم بتشخيص حالة موارد الصيد البحري لتحديد المخاطر والأضرار المحتملة، إنسجاما مع أدوار المعهد الذي يعنى بالأبحاث العلمية المتعلقة بالنظم البحرية، ومراقبة حالة البيئة البحرية ومصادر التلوث المختلفة.
وأوضحت الخبيرة في البيولوجيا البحرية، أن الهدف من هذه التحليلات هو تقييم التأثير البيولوجي والسوسيو-اقتصادي على مصايد الأسماك والوسط البحري، واتخاذ التدابير المناسبة من أجل الحفاظ على ثراء الكائنات والنباتات بالساحل المغربي. فيما عرفت الندوة تقديم عرض حول الكائنات المائية الغازية، خاصة السرطان الأزرق، وموطنه هو ساحل المحيط الأطلسي لأمريكا الشمالية، والذي غزا ساحل المحيط الأطلسي الإفريقي والبحر الأبيض المتوسط بسبب الترسبات الحيوية على السفن.
وكشفت دراسة حديثة أجراها مجموعة من العلماء المغاربة والدوليين أن العديد من النباتات والحيوانات البحرية التي تعيش في المحيط حول المغرب هي وافدة من محيطات آخرى. إذ وحسب نص الدراسة التي نشرت تفاصيلها في مجلة للعلوم البحرية المتوسطية ، فقد وقف العلماء على 46 نوعا على الأقل تؤكد الدراسة أنها أصناف وافدة و15 مخلوقًا آخر قد يكون من الأصناف المتوسعة. فيما تم تسجيل 12 نوعا يعد من الأنواع الغازية.
وتوجد معظم هذه الكائنات الغريبة (35 نوعا)، كما يسميها العلماء، في البحر الأبيض المتوسط، مع عدد أقل (16نوعا ) في المحيط الأطلسي. إذ تؤكد الدراسة أن البحر الأبيض المتوسط المغربي يعتبر موطنا لأكبر عدد من المقيمين الدائمين بنحو (77%) مقارنة مع المحيط الأطلسي (69%)، على عكس السجلات غير الرسمية التي تحصر هذه النسب في 25% في المحيط الأطلسي و20% في البحر الأبيض المتوسط.