إنطلقت قبل قليل بالمعهد العالي للصيد البحري بأكادير أشغال الدورة العادية لغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بحضور مدير مديرية الصيد البحري بوشتا عيشان، حيث تعرف الدورة مشاركة 21 عضوا من أصل 35 منتخبا، لاسيما وأن الدورة تأتي بعد أسبوع من تأجيل الدورة العادية بسبب عدم إكتمال النصاب.
ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة، المصادقة على محضر الدورة السابقة، ثم المصادرقة على التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2023، فيما ينكب أعضاء الغرفة على الخوض في وضعية مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة التي تعرف نقاشا قويا على مستوى الأوساط المحلية، مع التطرق لنقطة تهم استكمال مخططات التهيئة وبعض المختلفات.
يتضمن جدول أعمال هذه الدورة نقط أساسية تهم الشق التنظيمي للغرفة من جهة وتترجم أبرز انشغالات الساحة المهنية من جهة أخرى. و في هذا الصدد نطرح اليوم بين أيديكم تقريرين يتناولان الجوانب الأدبية والمالية لعمل الغرفة كخلاصة للمجهود المشترك والمتواصل الذي بذله المكتب والفريق الإداري خلال سنة 2023حيث تستعرض هذه الوثائق مجمل أنشطة الغرفة خلال السنة المنصرمة والتي تتوزع بين المشاركة في مختلف اللقاءات على مستوى الوزارة الوصية والمؤسسات المرتبطة بالقطاع وبين الاجتماعات التي تنظمها الغرفة على مدار السنة كلما طرأ مشكل ما يستدعي التشاور وأخذ القرار، إضافة إلى الجموع العامة للغرفة التي تنبثق عنها مجموعة من التوصيات يتم رفعها إلى الجهات المسؤولة.
وقال فؤاد بنعلالي رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى في كلمته الإفتتاحاية ، أن مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة تعيش أزمة غير مسبوقة عجلت بوضع وضعيتها الراهنة ضمن جدول أعمال هذه الدورة رغبة من المكتب في فتح نقاش جاد و مسؤول مع جميع الأطراف حول مستقبل هذه المصيدة وأزمتها الحالية التي تنذر بكارثة اقتصادية واجتماعية لا قدر الله.
و وسجل رئيس الغرفة أن فهم الوضعية الحالية و تجلياتها والعمل على حلول مبتكرة يعد أمراً حاسما وضرورة ملحة لضمان استمرارية هذه المصيدة والمحافظة على المنظومة الاقتصادية المرتبطة بها. حيث أبرز بنعلالي أن المهنيين و الرأي العام المغربي تتبعوا باهتمام شديد التطورات الأخيرة والانهيار الذي شهدته مفرغات سمك السردين مع ما نتج عن ذلك من أزمات مالية خانقة للمجهزين، الذين يعانونه من الإرتفاع المهول لتكاليف الإنتاج وتراكم الديون.
وسجل رئيس الغرفة أن بناء مستقبل جديد لهذه المصيدة، يبقى رهينا بإعادة النظر، في مجموعة من الممارسات التي تهدد المخزون و الغرفة، تبعا للمسؤولية الملقاة على عاتقها، تركز مجهوداتها لتقييم الوضع الحالي وتداعياته الخطيرة على المستوى الاجتماعي، وتتشبث بضرورة التصدي بحزم لكافة السلوكيات المستنزفة للمخزون، مع إيمان قوي بضرورة الحفاظ على التوازن بين مختلف الأصناف والتخفيف من مجهود الصيد .
وطبقاً لهذا التوجه يقول رئيس الغرفة ، فإن هذه الآخيرة تعبر عن دعمها لكافة المبادرات التي تساهم في تحقيق هذه الأهداف، كما تطالب المعهد الوطني للبحث في الصيد بمضاعفة الجهود المبذولة لمد المهنيين بالمعطيات الكافية حول الوضعية الحالية لمصايد السمك السطحي وتطوراتها والتأثيرات المحتملة لكافة عوامل الاستغلال.
إلى ذلك في موضوع آخر أكد رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى أن تهيئة المصايد تتطلب مشاركة قوية من مختلف الأطراف، موضحا أن انخراط الغرفة كقوة اقتراحية ، هو أساسي للنهوض بهذا القطاع، وذلك من خلال فتح النقاش حول مختلف التدابير المكملة للمخططات الحالية، اعتبارا للتحولات التي يعرفها القطاع و التي يمليها تراجع المخزون والتغيرات المناخية والظرفية الدولية. ال مشيرا في ذات السياق أن الموارد البحرية تعرف تراجعا مهولا في غياب تقارير علمية مضبوطة ودراسات استباقية ، تمكن من تشخيص و فهم هذا المنحى التنازلي للإنتاج، وتساعد على إيجاد حلول مبتكرة لضمان استمرارية هذا القطاع والمحافظة على الموارد البحرية.
ودعا رئيس الغرفة في ختام كلمته الإفتتاحية “الجميع ” إلى تحمل مسؤولياتهم في إرساء مبادئ الحكامة الجيدة التي تقتضي توفير رؤية واضحة للفاعلين الاقتصاديين ، وتمكينهم من المعطيات اللازمة لتدبير نشاطهم. فيما دعا الفرقاء المهنيين لاسيما منهم اعضاء الغرفة إلى التفاع والمساهمة القيمة كل من موقعه، لاقتراح السبل الكفيلة بالمحافظة على المصايد و رفع تحدي الاستدامة بشراكة مع كافة المتدخلين في التهيئة.