تواصل الحوادث البحرية حصد أرواح البحارة، حيث إنضاف أمس الثلاثاء 10 شتنبر الجاري ، بحار جديد لضحايا الواجب المهني عندما كان في رحلة صيد قبالة سواحل الواليدية ، على مثن مركب صيد السردين ، المسمى “قيسوب” والمسجل بمندوبية الصيد البحري بالجديدة.
ووفق رواية زملاء الضحية بطاقم الصيد ، فإن الحادث وقع أثناء عميلة رمي الشباك، حيث علقت رجل البحار ، وجرفته الى مياه البحر ليفارق الحياة غرقا. فيما تمكن طاقم المركب من إنتشال جثة الهالك، والتوجه بها إلى ميناء الجرف الأصفر من أجل تسليمها إلى السلطات المختصة.
ووكان ربان الصيد قد تواصل مع الجهات المسؤولة لإخطارها بالواقعة، إذ قامت بدورها بإخطار مختلف السلطات الأمنية، التي فتحت بحثا في النازلة، قصد الوقوف على مختلف ملابسات وحيثيات حادث وفاة البحار. وذلك من خلال توجيه جثة الضحية للمستشفى الإقليمي، قصد إخضاعها للتشريح لمعرفة الأسباب الحقيقية المؤدية للوفاة، كما هو معمول به على مستوى المساطر التي تهم هذه الحوادث..
ويعزز الحادث المأساوي حوادث الشغل بالبحر، التي تواصل حصد الأوراح بشكل مستمر و متتالي، في أوساط الشغيلة البحرية، رغم المجهودات المبذولة من طرف الإدارة الوصية، التي عملت ومازلت تعمل على تعزيز الوعي بالسلامة البحرية، وكدا تكريس سترة النجاة الجديدة ، كواحدة من الأدوات الإلزامية عند ممارسة نشاط الصيد.
ورغم أهميتها في توفير فرص النجاة تبقى ثقافة ارتداء سترة النجاة، محدودة عند نسبة كبيرة من الفئات العاملة في قطاع الصيد التقليدي والساحلي. ناهيك عن ضعف التكوين على مستوى السلامة البحرية، لأن في كثير من الأحيان تكون مثل هذه الوقائع ناجمة عن أخطاء بشرية، نتيجة السهو أو عدم التموضع الصحيح على ظهر القطع البحرية، وغيرها من المعطيات التي تفرض الإستثمار بشكل أكبر في التكوين المستمر وإعتماد أليات جديدة على مستوى التأطير المستدام بما في ذلك على ظهر المراكب، وتعزيز الإمكانيات بما يحافظ على سلامة البحارة .
يذكر أن خطورة ركوب البحر والعمل فيه، يعد من أخطر المهام والمهن على الإطلاق، بإعتبارها تؤرق بال المنظمات والبلدان الساحلية، في ظل التحدي المرتبط بإستغلال خيرات البحر ما يتيحه من فرص لاسيما في قطاع الصيد، وما يتطلبه ذلك من احتياطات المحافظة على الروح الإنسانية العاملة فيه. وهي ثنائية تفرض توفير الوعاء الثقافي للسلامة البحري، مع الاجتهاد على تطوير وسائلها بغية الاطمئنان على حياة و أرواح البشر في البحر.