لا حديث في الأوساط المهنية بالعيون طرفاية ، إلا عن نجاة بحار بأعجوبة من موت محقق بعد سقوطه من على ظهر مركب للصيد الساحلي صنف السردين، في الماء بسواحل إقليم طرفاية، بعدما كان منهمكا في ممارسة مهامه البحرية على ظهر ذات المركب.
وحسب المعطيات التي إستقتها جريدة “البحر نيوز“، من مصادر مهنية مطلعة، أن مركب الصيد “مولاي عبد الله“ المسجل تحت رقم 313-4، كان في رحلة صيد بعرض السواحل المحلية، على مستوى النقطة البحرية ، 27°56’00 -13°05’00، ليعود أدراجه إلى الميناء مساء الجمعة 25 أكتوبر 2024، وبدأ الطاقم البحري في إفراغ حمولة الأسماك المصطادة، قبل أن يتفاجأ الطاقم بغياب زميلهم البحار المعروف ب “مول الكوبة“، ليتم إشعار ربان المركب و التوجه مباشرة صوب النقطة البحرية المذكورة، ليتم العثور على البحار متمسكا بما يسمى بإحدى بالونات التشوير (البويات) أو (اللبويات)، تمسك بها أثناء سقوطه في البحر حيت تم إجلاءه للميناء بعد أن ظل لساعات طويلة متشبتاً بالحياة يصارع الأمواج و التيارات البحرية القوية التي تعرفها سواحل الإقليم.
ويعزز الحادث المأساوي حوادث الشغل بالبحر، التي تواصل حصد الأوراح بشكل مستمر و متتالي، في أوساط الشغيلة البحرية، رغم المجهودات المبذولة من طرف مديرية التكوين البحري بقطاع الصيد، التي تعمل جاهدة عبر برامج تحسيسية و توعوية بمختلف الموانيء لتعزيز الوعي بالسلامة البحرية، وكذا تكريس أهمية سترة النجاة، كواحدة من الأدوات الإلزامية عند ممارسة نشاط الصيد، غير أن ثقافة ارتداء سترة النجاة، مازلت منعدمة لدى عدد كبير من الفئات العاملة في قطاع الصيد التقليدي والساحلي.
ويستدعي هذا التهاون في إرتداء سترة النجاة من طرف البحارة، تدخل الجهات الوصية على القطاع، والتفكير في حلول بديلة وفرض غرامات على كل المتهورين، بدءا من تحميل الربان المسؤولية بحكم اختصاصه كمسؤول أول عن الطاقم بأكمله.
يذكر أن ساعة علمها بالحادث هرعت إلى الرصيف المخصص لرسو مراكب الصيد السلطات المينائية، من مندوبية الصيد البحري و طاقم خافرة إنقاذ الأرواح البشرية و الدرك البحري، التي فتحت تحقيقا في الحادث الذي أتار حفيظة الفعاليات المهنية.