اختتمت اليوم الاربعاء 30 أكتوبر 2024 بتونس أشغال منتدى الصيادين الحرفيين تحت عنوان “التزام مشترك للحد من التلوث البحري في البحر الابيض المتوسط”، المنظم من طرف الهيئة العامة لمصايد اسماك البحر الابيض المتوسط “CGPM” بشراكة مع منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة FAO، وبدعم من الاتحاد الأوربي، وتحت إشراف جمعية ازرقنا الكبير Notre Grand bleu.
وأكد المتدخلون ضمن مجريات اللقاء الذي إحتضنته مدينة المنستير بتونس يومي الثلاثاء و الأربعاء 29 و 30 أكتوبر، أن المدخل الأساسي لصيانة الموارد البحرية،ينطلق من العناية بنظافة السواحل البحرية، في اتجاه تخليق الممارسة البيئية، بمختلف تفاصيلها الممكنة. حيث ركز اللقاء على التداول في أهم التوجيهات التي تصب في مجال المحافظة على البيئة البحرية، مع تشريح مجموعة من الاختلالات التي تضر بالساحل عموما ، ولها تبعات سلبية على البيئة البحرية ككل.
وناقش اللقاء مجموعة من الدراسات الميدانية البحرية التي سلطت الأضواء على الواقع البحري المعاش، بكل من اليونان، ايطاليا، المعرب، تونس.. وهو الأمر الذي ينذر بتطور إلى كوارث طبيعية بسبب خراب البيئة البحرية الذي خلفه، حيث سيكون الإنسان المتأثر الأول من هذه التبعات لاسيما في ظل التغيرات المناخية.
وأكد نور الدين البخاري نائب رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي ، على ضرورة التصدي لمخاطر التلوث البحري على البيئة البحرية، بعد أن ظلت التجربة العملية والمهنية تؤكد دائما، على أن التلوث له إنعكاسات كبيرة وخطيرة على كافة أشكال الحياة البحرية، من العوالق الصغيرة والمحاريات والأسماك والسلاحف والطيور البحرية، حيث يسبب مشاكل وإصابات خطيرة في الجهاز الهضمي للأسماك والسلاحف والطيور البحرية، بعد ابتلاع مادة البلاستيك مما يجعلها مع مرور الوقت غير قادرة على الأكل. وهو الأمر الذي يؤدي إلى نفوقها.
وشدد البخاري في تصريح للبحرنيوز ، على أهمية التأطير والتكوين، من أجل خلق ثقافة المحافظة على الثروات البحرية، بالشكل الذي يرقى لتطوير قطاع الصيد البحري. وذلك من خلال إذكاء الوعي بأهمية المحافظة على البيئة البحرية، عن طريق التحسيس بمحاصرة إنتشار النفايات في السواحل، والتصدي لها من طرف مختلف الفاعلين والمتدخلين، مع تحفيز المنظومة العاملة بقطاع الصيد في تجميع ما تصادفه بالسواحل. فيما أكد المصدر أن ممثلي الصيد التقليدي قد تضرروا من تراجع المصايد، وكذا التحديات الناجمة عن إشكالية التلوث..
يذكر أن منتدى الصيادين الحرفين يضم متدخلين بحريين بكل من المغرب، اليونان، إيطاليا، الجزائر وأخيرا دولة تونس الدولة المحتضنة، حيث المغزى من اللقاء هو إبراز مدى تأثير التلوث البحري على عمل بحارة الصيد التقليدي بالبحر الأبيض المتوسط، من خلال الإلتزام بإشراك جميع المكونات البحرية بإعتبارها دائمة الإحتكاك بالممارسات البحرية التقليدية، للعمل على الحد من الثلوث. وذلك من خلال جمع بقايا و مخلفات الثلوث من بلاستيك أو زجاج أو غيرها من الشوائب مع العمل على التقليل من التخلي عن النفايات البحرية وكذا معدات الصيد داخل السواحل، بهدف تعزيز الأمن البيئي بسواحل البحر الابيض المتوسط.