شكلت الإجراءات الجديدة والمستجدات التي تهم كيفية فتح مساحة بميناء طرفاية في وجه سفن الصيد الروسية المحتاجة للصيانة، محور لقاء تشاوري جمع أمس الأربعاء 31 أكتوبر 2024، مسؤولي الوكالة الوطنية للموانئ بالعيون وطرفاية بحضور مختلف السلطات المينائية والبحرية بطرفاية.
واحتضن مقر الوكالة الوطنية للموانئ مجريات اللقاء، الذي تم خلاله كشف اللثام حول الإستراتيجية المزمع تسطيرها، لسير عملية صيانة السفن الروسية بالشكل الذي يرضي جميع الاطراف ، من خلال إشراك جميع السلطات المينائية لتسهيل عملية رسو و صيانة السفن الروسية . وقد حضر اللقاء التواصلي و التشاوري كل من مسؤول الوكالة الوطنية للموانئ بالعيون وطرفاية و ممثلي مندوبية الصيد البحري بطرفاية و الدرك البحري والبحرية الملكية و الأمن الوطني والسلطات المحلية بميناء طرفاية.
وكان ميخائيل تاراسوف، رئيس تمثيلية الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد في المغرب قد أعلن في وقت سابق عن توجه روسيا نحو إصلاح وضيانة سفنها في المغرب ، معولا في ذات السياق عن إفتتاح الورش الجديد بميناء الدار البيضاء الذين سيشكل بديلا لبعض الأوراش الأوربية .
وقال تاراسوف، وفق وكالة الأنباء الروسية في 2022، أن “في إطار الافتتاح المرتقب لحوض بناء سفن جديد في ميناء الدار البيضاء . ستجري الشركات المغربية عمليات إصلاح على عدة سفن صيد روسية تعمل في وسط شرق المحيط الأطلسي” . مشيرًا إلى أن السفن الروسية عادة ما يتم إصلاحها في ميناء لاس بالماس في جزر الكناري. حيث أشار المسؤول المذكور، أن تغيير الاتجاه لصالح الميناء المغربي يرجع إلى سياسة الاتحاد الأوروبي. بخصوص قوارب الصيد الروسية الممنوعة من دخول لاس بالماس والبقاء فيها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
إلى ذلك قال المسؤول الروسي في تصريح له في أعقاب إستضافة ميناء أكادير مؤخرا لسفينة “كروزنشتيرن”، والتي إحتضنت اجتماعاً عملياً بين مدير الميناء حسن بايش وقبطان السفينة الشراعية ميخائيل إيرمتشينكو، بالإضافة إلى ميخائيل تاراسوف. إن أسطول صيد بلاده من الوارد أن يكون واحدا من العملاء الرئيسيين لخدمات إصلاح السفن في المغرب إذا تم إنشاء البنية التحتية المينائية اللازمة في ميناء أكادير.
وأشار تاراسوف، وبحسب ما نقلت على لسانه وكالة تاس، إلى أن “أكادير هي حلقة وصل رئيسية في سلسلة الإمداد لدول إفريقيا بمنتجات الصيد التي يتم اصطيادها بواسطة السفن الروسية في منطقة الصيد الأطلسية للمملكة المغربية”. كما سجل في السياق نفسه، أن مدينة أكادير المغربية تستضيف حوالي ربع جميع عمليات تفريغ منتجات الصيد التي تصطادها السفن الروسية في هذه المنطقة. علاوة على ذلك، من “حيث استلام إمدادات السفن، تعتبر أكادير مركزاً مثالياً للأسطول الروسي للصيد.”.
و يدور نقاش بين المغرب وروسيا حول توقيع اتفاق جديد في الصيد البحري بين البلدين، يسمح للسفن الروسية بالصيد في المياه الأطلسية المغربية قبالة سواحل الصحراء، خاصة بعد أن مدد المغرب مؤخرا اتفاقية في هذا الإطار مع روسيا لمدة 3 أشهر إضافية تنتهي بنهاية هذا العام 2024. إذ أشارت مجموعة من التقارير أن المغرب وروسيا يتفاوضان على اتفاقية جديدة للصيد البحري ينتظر أن تمتد لـ4 سنوات، انطلاقا من سنة 2025.
يذكر أن سفينة الأبحاث الروسية “أتلانتنيرو” شرعت مؤخرا في مهمة بحثية مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري المغربي، كجزء من البعثة الإفريقية الكبرى التابعة للوكالة الفيدرالية الروسية، في سواحل الأطلسي قبالة الصحراء المغربية، إذ تهدف هذه المهمة العلمية، إلى تقييم توظيف أنواع الأسماك البحرية الصغيرة في منطقة الصيد بالسواحل المغربية الأطلسية.