إحتضن مركز التأهيل المهني البحري بأكادير صباح اليوم الخميس 07 نونبر 2024 ندوة تحسيسية تحت عنوان “المحافظة على الثروة السمكية مسؤوليتنا جميعا”، بمشاركة مجموعة من المتدخلين، وبتنشيط من المرشد البحري الرامي طيرة الذي وضع الخطوط العريض لهذه الندوة، والتي تأتي تزامنا مع الإحتفالات بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة . حيث تم التشديد على إستلهام روح هذا الحدث العظيم المتعدد الأبعاد والدلالات في مسيرة فكرية تحفز الوعي الجمعي للحفاظ على البيئة البحرية .
وعرفت الندوة مشاركة الحوزومي عبد الله الخبير القضائي، المتخصص في الصيد البحري، والذي عمد إلى تلسط الضوء على واقع البحرية ، حيث دعا في مداخلته إلى إحداث وكالة خاصة بالمحافظة على البيئة البحرية خصوصا في المنطقة الجنوبية، مبرزا أن واقع الحال يفرض إستلهام روح المسيرة الخضراء، في التعاطي مع البيئة البحرية ولما لا مسيرة زرقاء، تكرس الحفاظ على السواحل والموارد البحرية .
ولفت الحوزمي عبد الله في ذات المداخلة إلى ضروة تظافر جهود مختلف المتدخلين لحماية البيئة البحرية والمصايد عموما ، حيث سلط الضوء في مداخلته على تحديد المسؤوليات ، مبرزا ان الأمر يتعلق بثلاث متدخلين أساسين، وهم على التوالي البحار والمجهز وكذا المقاولات والشركات التي تساهم في تنمية الموارد البحرية ، حيث أن هذا الثالوث مطالب بتحمل مسؤوليتهم في التعاطي مع البيئة البحرية، ومواجهة التلوت البحري والتقليل من النفايات البلاستيكية والبترولية ، إنسجاما مع الجهود المبدولة على المستوى الوطني من طرف صناع القرار، لاسيما وأن هناك إلتزامات دولية للمملكة في هذا الشأن، لحماية البحار والمحيطات ، وبالتالي فصيانة البيئة البحرية والحفاظ على الموارد السمكية هي اليوم تدخل في صلب المواطنة الفاعلة .
من جانبه إعتبر عبد الله الداسر وهو فاعل نقابي عن بحارة الصيد الساحلي ، ان الكل مطالب من موقعه الإنخراط في تعزيز التدبير السليم للسواحل، مشيرا في ذات السياق أن هناك جهود كبيرة تبدل على مسوى التحسيس، لتكريس أهمية الحفاظ على إستدامة الموارد ، حيث أن الوعي يجب أن يشكل خير رقيب على الممارسة المهنية ، وبالتالي عدم المجازفة بإصطياد الأسماك الصغيرة، التي تعد خطا أحمرا، والحفاظ على البيئة البحرية بعدم التخلي عن الشباك المتقادمة ومعدات الصيد ومعها مختلف النفايات في البحر .
وقال الفاعل النقابي، “أن مصدر العيش ديالنا هو البحر والثروة السمكية، وأي ضرر يلحق بهذه الثنائة، سيكون له تاثيره السلبي على البحارة، فإذا حافظنا على البحر و تجنبنا السلوكيات الشادة في حق الأسماك غادي نكونو بخير وعلى خير، وإذ أخللنا بها، فنحن البحارة من سيدفع الثمن، سواء في الوضعية الإجتماعية والغذائية .” حيث دعا الداسر الربابنة والبحارة إلى تجنب الصيد الممنوع، ومراجعة افكارهم ، خدمة لمبدأ الإستدامة وحفاظا على التنوع البيولوجي .
إلى ذلك رفع يوسف الفايدة الفاعل الجمعوي في قطاع الصيد البحري ، نداء الإستدامة “كفى من تدمير الثروة السمكية ” فنحن يقول الفايدة ، شركاء في البحر فإن لم نحافظ عل الوسط البحري بالطرق السليمة والمستدامة، والصيد الرشيد لن نصل لشيئ.” لدى يؤكد الفاعل الجمعوي، وجب اللجوء إلى الصيد المستدام، والإبتعاد عن الصيد العشوائي والتصريحات المغشوشة..
وأوضح يوسف الفايدة أن الدولة تعتمد الحصيلة الرقمية المدلى بها في بناء المخططات، وكذا تقييم وضعية الموارد البحرية ، وأي تلاعب في التصريح عادة ما يقدم معطيات غير صحيحة، بشأن حجم المصطادات وكذا الكوطا المعتمدة ، حيث طالب الفاعل الجمعوي الجميع بالتحلي بالوعي السليم ، والممارسة الرشيدة والقانونية ، بضمان إستدامة المصايد ، والحفاظ على البيئة البحرية، بإعتبارها الوسط الذي يؤمن حياة الأنواع البحرية .
وعرف اللقاء توجيه مجموعة من الرسائل غير المشفرة، التي ستكون محط تجميع في توصيات من المنتظر أن يتم إصدارها في الأسبوع القادم حسب المرشد الرامي طيرة ، الذي كان وفيا لتدخلاته ضمن أطوار الندوة ، حيث أحسن الربط بين فقراتها بمستملحاته وتوجيهاته النيرة بما يمتلكه من خبرة وتجربة ، منتصرا للبيئة البحرية ، التي تحتاج بحق لتظافر الجهود من أجل حمايتها وصيانتها ، خصوصا وأن السلوك الإنساني يبقى أحد أبرز المؤثرين، وبشكل سلبي، على هذه البيئة ، دون إغفال التحديات الكبرى التي فرضتها التطورات المناخية .