على الرغم من المكتسبات الهامة التي حققها المغرب في الاجتماع العادي 29 للجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي، فقد خلف الإبقاء على نفس حصة المملكة من التونة ذات الزعنفة الزرقاء “thon rouge”، الممثلة في 3700 طن لسنة 2025، نوعا من القلق في أوساط الفاعلين المهنيين، هؤلاء الذين كانوا ينتظرون رفع هذا الرقم لمستويات أكبر، بالنظر للوفرة التي تشهدها السواحل المغربية في هذا النوع من التونيات التي تحضى بإهتمام متزايد في الأوساط المهنية بشمال المملكة.
وتأتي هذا التطلعات وفق الفاعلين ، بالنظر للتكاثر الملحوظ لهذا النوع من الأسماك في السنتين الآخيرتين، بشكل أصبح يهدد الكثير من الأنواع. إذ يرى مهنيون أن التونة ذات الزعنفة الزرقاء، تعد سببا في تقلص مخزون “البوراسي”، وهي قناعة تم التعبير عنها في لقاءات بيمهنية مغربية إسبانية في وقت سابق ، حيث يرى هؤلاء أن التون الأحمر يعد أخطر من الصيد الجائر على مصيدة البوراسي في منطقة جبل طارق، بإعتبار “هذا النوع من التونيات يتغدى على سمك البوراسي.”
ونقلت البوابة الرسمية للغرفة المتوسطية في وقت سابق عن أحد الباحثين المتخصصين في التون الأحمر، تصريحه “بأن سمك التونة يتغدى على القمرون الأحمر crevettes royales أي مثله مثل سمك البوراسي، الذي هو الآخر يتغذى من القمرون الأحمر. ولهذا فهو يحارب بشراسة شريكه في الأكل، مما سبب هروب سمك البوراسي إلى مناطق أخرى، وهنا تتضح مدى خطورة التون الأحمر في المنطقة على الثروة السمكية” تشير الغرفة.
وكانت غرفة الصيد البحري المتوسطية قد راسلت منظمة ICCAT السنة الماضية، تثير قلقها إزاء خطورة تكاثر التون الأحمر في المنطقة المتوسطية، حيث أصبح لا يغادرها طيلة السنة، مما يهدد الثروة السمكية والقوت اليومي لمئات البحارة وأسرهم، و طالبت الغرفة بشكل يكتسي الإلحاح، بضرورة مجيء الهيئة العلمية التابعة ل ICCAT إلى الجهة الشمالية للوقوف على مدى خطورة تكاثر التون الأحمر في المنطقة.
وإعتمد الاجتماع العادي التاسع والعشرين للجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي الذي اختتمت أشغاله يوم 18 من نونبر الجاري بتركيا، مجموعة من التدابير والتوصيات الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في سنة 2025. فيما تمكنت المملكة المغربية من الاستفادة من زيادة هامة في حصتها الحالية من سمك ابو سيف، التي انتقلت من 850 طنا إلى 1186 طنا، بالإضافة إلى حصة إضافية قدرها 175 طنا منقولة من اليابان بمعدل 150 طنا وترينيداد توباغو بمعدل 25 طناً خلال الفترة 2025-2027.
إلى ذلك أقرت الهيئة خطة متعددة السنوات لحفظ وإدارة أسماك التونة الإستوائية ، بإعتماد مجموعة من التدابير، فيما نجح المغرب في الحصول على حصة مهمة للغاية من سمك التونة الجاحظ “thon obèse” في حدود 1600 طن.وتتضمن الخطة أيضا الإبقاء على المصيد الإجمالي السنوي “TAC” لسمك التونة ذات الزعنفة الصفراء “albacore demeurera” عند المستوى الحالي البالغ 110.000 طن. فيما حضيت مخزونات أسماك القرش بإهتمام خاص في أشغال اللجنة، توجت بإعتماد العديد من التدابير للحفظ المستدام والتدبير الجيد.
وكانت مداولات اللجنة التنفيذية قد جددت تنويهها ببالمطابقة التامة للمملكة مع تدابير الحفظ والإدارة التي اعتمدتها اللجنة الدولية لحفظ أسماك التونة في المحيط الأطلسي، حيث يعد المغرب واحدا ضمن 14 دولة من أصل 57 دولة أبدت امتثالها الكامل، كما يقدم المغرب اليوم نفسه نموذجا يحتدى به في الإنخراط الجاد والمسؤول في إدارة المصايد المعنية.