احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر نقطة التفريغ المجهزة تارغة التابعة لنفوذ مندوبية الصيد البحري بالجبهة أمس الخميس 27 مارس 2025 اجتماعا بدعوة من الغرفة الصيد البحري المتوسطية ، بحضور ممثلي معهد الوطني للبحث العلمي في الصيد البحري ، وممثلي الهيئات المهنية لمناقشة موضوع “امكانية القيام بمهمة استكشافية لتصنيف الصدفيات من نوع البرير الصغير”. وذلك في المنطقة المتواجدة بالأساس بتارغة والمنطقة المجاورة لها المصنفة ” أ “.
ويأتي هذا الاجتماع استجابةً لسلسة من المراسلات التي وجهتها الهيئات المهنية النشيطة بالمنطقة، مطالبة بقيام معهد الوطني للبحث في الصيد البحري بدراسة علمية لإرتقاء تصنيف المنطقة على مستوى إستغلال “البرير الصغير” في ظل تواجد هدا النوع من الصدفيات بكل من قاع أسراس والشماعلة والجبهة … حتى ان البحر لفظ مؤخرا كميات كبيرة من المحار نوع البربر الصغير بشواطئ قاع اسراس. وقد حضر اللقاء كل من محمد الملولي المدير الجهوي للمعهد الوطني للصيد البحري بطنجة، وممثلي الغرفة المتوسطية يتقدمهم عبد الواحد الشاعر إلى جانب ممثلي مندوبية الصيد البحري بالجبهة ، وممثل المكتب الوطني للصيد البحري، وممثلين عن كل من تعاونية تيجساس وتعاونية تارغة. وتعاونية الوفاق .
وأكد حميد السرغيني مدير تعاونية الوفاق بقاع أسراس والعضوا بغرفة الصيد المتوسطية، ان اللقاء استحسنه جميع الحضور، خصوصا ان المنطقة تعيش على وقع وفرة وانتشار الصدفيات من نوع البربر الصغير، كما أن توسيع إستغلال هذا الصنف الصدفي ، سيحفز الرواج البحري في ظل تراجع المصايد المحلية عن سخائها، بفعل المؤثرات الطبيعية و التدخلات البشرية. وأضاف المصدر في تصريحه للبحرنيوز، ان مهني الصيد استبشروا خيرا من هذه الخطوة، في انتظار ما ستؤول إليه الأبحاث العلمية القادمة، خصوصا وأن جميع العوامل تبرز تواجد هذا النوع من الصدفيات بشكل كبير. وهو الأمر الذي سيساهم في إنعاش الحركة المهنية و التجارية، مع تخفيف الضغط على صيد الصدفيات نوع “الفرني”.
وأضاف الفاعل المهني في ذات الصدد، أن اللقاء كان مناسبة لمناقشة جميع التفاصيل المرتبطة بإستكشاف المنطقة، بهدف اعتماد خطة عمل تزاوج بين ما هو تخطيطي يختص به المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، وبين ما هو تقني ولوجستي، من اختصاص مهني الصيد، حيث سيتكلف ممثلو الهيئات المهنية بتخصيص ثلاث قوارب للصيد التقليدي بكل منطقة من المناطق المعنية ، محملة بجميع المعدات التي تهم عملية صيد المحار . وذلك قصد اكتشاف ما تجود به المنطقة من هدا النوع من الصدفيات، خصوصا وأن المنطقة يقول حميد السرغيني، كانت تزخر به لسنوات خلت. وسيعمل ممثلي الهيئات المهنية بكل من قاع اسراس تارغة واشماعلة، بمرافقة اطر معهد البحث في الصيد البحري، بغرض الوقوف بشكل ميداني على وفرة مخزون البربر الصغير، وذلك انطلاقا من يوم الاثنين 7 أبريل 2025 حيث ستنطلق الرحلات العلمية الاستكشافية بالسواحل المستهدفة .
إلى ذلك عبر محمد البحراوي رئيس تعاونية تارغة لتنمية الصيد التقليدي عن امتنانه، للدور الكبير الدي تلعبه غرفة الصيد المتوسطية من خلال الترافع على هذا الملف، في ظل تواجد هدا المنتوج بالمنطقة، حيث يبقى مطلب مهني الصيد اليوم تقنين عملية صيد وبيع المنتوج بشكل قانوني، يضمن حقوق جميع البحارة وينوع مداخليهم ونشاطهم المهني المرتبط بالصيد، وهو المعطى الذي سيكون له الوقع الإيجابي على إستفادة الأطقم البحرية من خدمات الضمان الاجتماعي، والعمل بكل اريحية، مع تثمين المنتوج، في ظل القيمة المالية التي تميز هدا النوع من الصدفيات مقارنة مع صدفيات نوع “الفرني”، الأمر الذي سيخلق رواجا بحريا حقيقيا ويقطع مع العشوائية. وأضاف البحراوي ان الأبحاث المنجزة ستبرز بالملموس تواجد الرميخة بالشكل المطلوب، في انتظار تعميم الرحلة العلمية الاستكشافية البحرية لباقي نقط و قرى الصيد التابعة لنفوذ مندوبية الصيد البحري بالجبهة.
وكان المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري قد وجه مراسلة إلى مونير الدراز رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية يدعوه لعقد اجتماع مع التعاونية المعنية بمركز تارغة يوم 26 مارس 2025، لدراسة تنفيذ مهمة استكشافية لمدة أربعة أيام، باستعمال قوارب الصيد التقليدية المزودة بمعدات مناسبة، وذلك بغرض جمع بيانات ميدانية تدعم مسار التصنيف حول مصايد الصدفيات من نوع “البرير الصغير” في المنطقة المتواجدة بالأساس بتارغة والمنطقة المجاورة لها المصنفة ” أ “.