تشهد سواحل الصويرية القديمة تهديداً متزايداً للثروة السمكية المحلية بفعل الاستعمال غير القانوني والمفرط لشباك صيد ذات عيون ضيقة، والمعروفة بشباك “المايا 20”.
وتُستخدم هذه الشباك من طرف عدد كبير من قوارب الصيد التقليدي النشيطة بالمنطقة، بهدف صيد سمك “الصانديا”، الذي أصبح يشكّل هدفاً رئيسياً بسبب تكاليف صيده المنخفضة، مقارنةً بالأصناف السمكية الأخرى، وارتفاع قيمته في السوق.
ورغم أن هذا النوع من الصيد يبدو مربحاً من الناحية الاقتصادية، إلا أنه يُعد خطراً حقيقياً على التوازن البيئي البحري، نظراً لقدرة شباك “المايا 20” على احتجاز الأسماك الصغيرة والأصناف غير المستهدفة، ما يؤدي إلى استنزاف المخزون السمكي ويهدد استدامة النشاط البحري في المنطقة على المدى القريب والمتوسط.
وفي هذا السياق، يؤكد أحد الأطر البحرية، متخصص في تسيير المصايد، أن “استعمال شباك ذات عيون صغيرة، مثل المايا 20، يؤدي إلى صيد جائر وغير مسؤول، حيث لا تُمكِّن هذه الشباك الأسماك من الوصول إلى مرحلة النضج والتكاثر، وهو ما يُنذر بانهيار تدريجي في وفرة المصايد، خاصة على مستوى الأنواع القاعية”. وأضاف المتحدث أن “المنطقة تحتاج إلى تدخل فوري لتطبيق القوانين المنظمة، وتوعية الصيادين بخطورة هذه الممارسات على مستقبلهم المهني وموردهم الأساسي”.
وفي تصريح لأحد الصيادين المحليين بالصويرية القديمة، قال: “هاد الشباك راه كاتصيد كلشي، حتى الصغار اللي مازال ما كايستاهلوش الصيد، ولكن كاينين اللي ما كايهمهم غير الربح السريع، وهادا اللي غادي يضيع علينا البحر فالخاطر”. حيث توثق الصورة ابمرافقة للمقال والملتقطة من داخل قارب صيد تقليدي، انتشار شباك “المايا 20” داخل أحد القوارب المستعملة للصيد اليومي بالمنطقة.
ويطالب مهنيون ومهتمون بالشأن البيئي البحري، بتدخل عاجل من السلطات المختصة، للحد من هذه الممارسات العشوائية، وفرض رقابة صارمة على وسائل الصيد المستعملة، حفاظاً على الثروات البحرية التي تشكل مورد رزق أساسياً لعدد كبير من الأسر المحلية.