يترقب مهنيو الصيد التقليدي بمدينة بوجدور بفارغ الصبر إعادة إنارة العوامة الخضراء الخاصة بالتشوير البحري، والمتواجدة عند مدخل ميناء المدينة، بعد تعرضها لعطل تقني أدى إلى انطفائها، مما جعل من الصعب رؤيتها ليلاً أثناء الإبحار والولوج إلى الميناء.
وتكتسي هذه العوامة أهمية بالغة في تنظيم الملاحة البحرية، إذ تُعد واحدة من أهم وسائل التشوير البحري التي ترشد المراكب وقوارب الصيد إلى المسارات الآمنة، وتُحدد بدقة حدود القناة الملاحية، لاسيما عند الاقتراب من الموانئ. فالعوامة ذات اللون الأخضر، عادة ما تُوضع على الجانب الأيمن (tribord) من القناة عند الدخول إلى الميناء، وفق نظام التشوير الدولي، وتُشكل إلى جانب العوامة الحمراء، التي توضع على الجانب الأيسر (bâbord)، مسلكًا واضحًا للمرور البحري الآمن.
وفي ظل تعطل هذه العوامة، وجه مهنيو الصيد نداءات لبعضهم البعض لتوخي أقصى درجات الحذر عند الإبحار ليلاً، تفادياً لأي اصطدام أو انحراف قد يؤدي إلى حوادث بحرية خطيرة، تهدد سلامة الأرواح البشرية، وتعرض القوارب والمعدات البحرية لأضرار جسيمة، خصوصًا مع انعدام الرؤية في أوقات الضباب أو الأحوال الجوية السيئة.
وأفادت مصادر مهنية أن مصالح الوكالة الوطنية للموانئ دخلت في تواصل مباشر مع مهنيي القطاع، وحددت يوم غدٍ الجمعة موعدًا للشروع في أشغال إصلاح العطب التقني الذي أصاب العوامة، في إطار الجهود الرامية إلى إعادة تشغيل منظومة التشوير البحري الحيوية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق حرص الوكالة على ضمان سلامة الملاحة البحرية، وتعزيز شروط الأمن البحري بالميناء، انسجامًا مع التزاماتها في تدبير البنيات التحتية المينائية وفق معايير السلامة الدولية.