فقدت الساحة المهنية في قطاع الصيد البحري وتجارة وصناعة السمك بأكادير، أحد رجالاتها الكبار برحيل الحاج عبد العزيز قريفة، الذي وافته المنية مساء أمس الخميس ، ليُوارى جثمانه الثرى في أجواء مهيبة بعد صلاة الجمعة، محمولاً على دعوات المحبين وذكريات لا تنسى من مسيرة مهنية وإنسانية زاخرة بالعطاء.
ويعد الفقيد الذي رحل في سنه 94 ، من الرعيل الأول في هذا القطاع الحيوي بسوس حيث عايش مختلف المحطات القطاعية على مدار عقود متعاقبة ، أسهم خلالها رفقة جيل من الرواد ، بعزيمة صادقة في وضع اللبنات الأساسية لتجارة السمك وصناعة الصيد، وكان أحد المجهزين الأوائل الذين راهنوا على تطوير الصيد الصناعي وتثمين منتوجات البحر، مؤمناً بقدرة أبناء الوطن على تحقيق الريادة في هذا المجال.
وفي تأبين مؤثر، قال المستثمر والفاعل المهني في قطاع الصيد البحري، السيد عبد الرحيم الهبزة: “فقدنا اليوم رجلاً من طينة الكبار، من أهل الصدق والوفاء، ممن اشتغلوا بصمت، وتركوا بصمة خالدة في وجدان كل من عرفهم. لقد كان الحاج عبد العزيز قريفة مثالًا يُحتذى في الخلق الرفيع، والتواضع، والعمل النبيل. إنه واحد من الذين خدموا وطنهم وقطاعهم بإخلاص، دون ضجيج أو ادعاء.”
وأضاف عبد الرحيم الهبزة بأسى: “إن أوراق هذا القطاع تتساقط تباعاً برحيل رواده الأوائل. هؤلاء الرجال الذين لم يدخروا جهداً في بناء أسس متينة لمهنة الصيد البحري، هم أنفسهم من يستحقون العرفان والتوثيق، لأنهم يمثلون هوية قطاع بات اليوم في حاجة ماسة إلى استحضار ذاكرته المؤسِّسة.”
ودعا الفاعل المهني إلى ضرورة إطلاق مبادرات لحفظ هذا الإرث، قائلاً: “من غير المقبول أن يُطوى تاريخ روادنا برحيلهم، دون أن نوثّق تجاربهم ومساراتهم. إننا بحاجة ملحة إلى الاعتناء بالذاكرة البحرية، لأنها جزء من الذاكرة الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا.”
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدّم أسرة قطاع الصيد البحري وتجارة السمك ومعها جريدة البحرنيوز، بخالص التعازي وصادق المواساة إلى عائلة الفقيد الكريمة، سائلين العلي القدير أن يشمله برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان