في لحظة امتزجت فيها مشاعر الوفاء بالعرفان، نظم التجمع المهني البحري بميناء آسفي، مساء الخميس 17 يوليوز الجاري، حفلاً تكريميًا باذخ المعنى والرمزية على شرف ا مصطفى مرجان، المندوب الإقليمي للصيد البحري، بمناسبة انتقاله لتولي مسؤوليات جديدة بميناء المحمدية، في خطوة جديدة من مسيرته المهنية .
وقد احتضنت ملحقة معهد تكنولوجيا الصيد البحري بآسفي فعاليات هذا الحفل المتميز، الذي جاء ليُعانق قيم الاعتراف والإخلاص، في مشهد إنساني استثنائي ن شارك فيه ثلة من الوجوه البارزة، التي تمثل مختلف أطياف أسرة الصيد البحري، المهنية والإدارية منها على حد سواء. حيث شهد الحفل حضورًا متنوعًا ومعبّرًا، ضم ممثلين عن مجهزي مراكب الصيد البحري، ونقابة البحارة والربابنة، فضلًا عن شخصيات إدارية وأمنية من الدرك الملكي البحري، والوكالة الوطنية للموانئ، والمكتب الوطني للصيد، إلى جانب أطر وموظفي مندوبية الصيد البحري وقبطانية الميناء، والذين حرصوا جميعًا على مشاركة هذا الموعد الوجداني.
فآسفي، المدينة التي تعانق البحر وتكتب تاريخها بأمواج المراكب وصبر البحارة، لم تفوّت لحظة رد الجميل لأحد الوجوه الإدارية، التي اختارت أن يخدم في صمت، وأن يتصغي لهموم مهنييها بصدق، وأن يُدبر مرحلة من أدق مراحل الميناء بحكمة وحضور مسؤول. حيث تخللت فقرات الحفل كلمات مؤثرة لعدد من المتدخلين، الذين عبّروا بإجماع عن تقديرهم العميق، لما قدمه السيد مرجان من جهد صادق، ورؤية واضحة، وتواصل بنّاء، خلال فترة إشرافه على مندوبية الصيد البحري بآسفي. لقد استطاع، كما قال أحد الفاعلين، أن يُحدث “توازنًا فريدًا بين المهني والإداري، وأن يكون قريبًا من الجميع، دون تمييز أو إقصاء”.
وأجمعت المداخلات على أن مرحلة إشرافه على المندوبية تميزت بـروح الحوار، والانفتاح، وحضور ميداني مستمر لمتابعة مختلف قضايا القطاع، ما جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع، سواء داخل الميناء أو خارجه، إدارات ومهنيين، ربابنة وبحارة، نقابيين وإداريين. فيما وفي لحظة امتزج فيها التكريم بالامتنان، تم تقديم درع تكريمي وتذكار رمزي للسيد مصطفى مرجان، عربون محبة ووفاء من أسرة الصيد البحري بآسفي، التي ودّعته بعيون تفيض اعتزازًا وقلوبٍ تنبض بالدعاء لمستقبل مهني أكثر إشراقًا في ميناء المحمدية، أحد أبرز الموانئ المغربية.
وجاء هذا التكريم، كما وصفه عدد من المتتبعين، تجسيدًا لثقافة الاعتراف بالكفاءات، ووفاءً لمسار رجل بصم العمل الإداري في قطاع الصيد البحري بأخلاق رفيعة ومهنية عالية، بعيدًا عن الأضواء، لكنه قريب من نبض المهنة وهموم رجالها ونسائها. ما جعل من اللحظة ليست ككل اللحظات، حينما تُكرم مدينة بحرية أحد رجالاتها، وحينما يتحول الاحتفاء إلى رسالة أمل لتحفيز المرفق العمومي. فقد ودّعت مكونات ميناء آسفي مصطفى مرجان كما يليق بالرجال الذين يُغادرون ولا يغيبون، لأن الأثر لا يُمحى، والبصمة تبقى شاهدة على من مرّوا من هنا بصدق.