أعربت مصادر مهنية تنشط في قطاع الصيد التقليدي بميناء الجبهة عن قلقها العميق إزاء الوضع البيئي المتدهور في شاطئ زمانة، التابع لجماعة بني سميح عند مدخل مدينة الجبهة، وذلك بعد انفجار قنوات الصرف الصحي التي تصب مباشرة في البحر، تزامنًا مع توافد المصطافين خلال الموسم الصيفي.
وأكدت المصادر أن هذا الوضع يشكل تهديدًا مباشرًا للبيئة البحرية بالمنطقة، التي تشهد تراجعًا ملحوظًا في التنوع البيولوجي البحري، خاصة في بعض الأصناف التي كانت تشكل ثروة محلية في السابق. كما استغربت الجهات المهنية تأخر تدخل السلطات المعنية، رغم أن مقر الشركة المكلفة بربط شبكة الصرف الصحي بمحطة المعالجة قد تم تشييده بالكامل، لكنه لم يدخل الخدمة بعد، مما فاقم من معاناة السكان وزوار المنطقة.
وأشارت التصريحات ذاتها إلى أن الروائح الكريهة المنبعثة من المياه العادمة، إلى جانب انتشار البعوض، تسببت في نفور عدد كبير من المصطافين، وأسهمت في الإضرار بجمالية الشاطئ المحلي وتراجع إقبال الزوار عليه.
وفي محاولة لتدارك الوضع، قامت السلطات الولائية بردم مجرى المياه العادمة كحل مؤقت، غير أن المهنيين اعتبروا هذا الإجراء ترقيعيًا ولا يرقى إلى مستوى الحلول الجذرية المطلوبة، خصوصًا مع اقتراب الموسم الشتوي وما يصاحبه من ارتفاع في منسوب الأودية، مما قد ينذر بكارثة بيئية في حال استمرار الوضع على حاله.
واختتمت المصادر المهنية دعوتها للجهات البحرية والبيئية المسؤولة من أجل التدخل العاجل لمعالجة هذه الإشكالية، مطالبة الوزارة الوصية بإيفاد لجنة لتقييم الأضرار البيئية المحتملة، ووضع خطة مستدامة لحماية الشاطئ وإعادة تأهيله، بعدما فقد الكثير من بريقه وصفاء مياهه بسبب تدفق مياه الصرف الصحي.
