يشهد ميناء طنجة خلال موسم صيد الأخطبوط الصيفي لسنة 2025، تراجعًا لافتًا في مفرغات الصيد، في ظل تراجع الكميات المصطادة مقارنة بالمواسم السابقة، ما ألقى بظلاله على مردودية قوارب الصيد التقليدي العاملة في المنطقة، التي باتت تعاني تبعات هذا الوضع في ذروة الموسم.
وفي تصريح لجريدة البحرنيوز، أوضح البشير شابو، الكاتب العام لجمعية أرباب مراكب وقوارب الصيد التقليدي بميناء طنجة، أن الساحة البحرية المحلية تشهد تراجعًا على مستويات عدة، بسبب تداخل عوامل طبيعية واقتصادية. ومن بين أبرز العوامل المؤثرة، حسب المتحدث، استمرار “رياح الشركي القوية” لما يزيد عن ثلاثة أسابيع، والتي ستتواصل – وفق التوقعات – حتى يوم الجمعة 8 غشت، مما يحد من إمكانية الخروج في رحلات صيد منتظمة.
وعلى الجانب الاقتصادي، أشار المتحدث إلى أن ارتفاع تكاليف الرحلات البحرية، نتيجة الزيادات المسجلة في أسعار المحروقات والمعدات البحرية، شكلت عائقًا حقيقيًا أمام استمرار نشاط الصيد التقليدي، في وقت يعوّل فيه المهنيون على موسم الأخطبوط لتحقيق مداخيل تعوض فترات التوقف والخسائر السابقة.
وتابع شابو مستغربًا غياب بعض الأصناف البحرية التي كانت حاضرة بقوة في المصايد المحلية، وعلى رأسها الأخطبوط، الذي بات وجوده نادراً، مما اضطر عدداً كبيراً من القوارب إلى تعليق نشاطها. ووفق المعطيات، تقلص عدد القوارب النشيطة من حوالي 450 إلى أقل من 20 قاربًا، لا يتجاوز صيدها اليومي ما بين 5 إلى 25 كيلوغرامًا، رغم أن الكيلوغرام الواحد من الأخطبوط يُباع بسعر يتراوح بين 100 و120 درهمًا.
ويأمل الفاعلون المهنيون في أن تتحسن وضعية المصايد بما فيها الأخطبوط و باقي الأحياء البحرية، بما ينعكس إيجابًا على مداخيل البحارة والمهنيين، ويعيد الدينامية الاقتصادية للميناء، خاصة في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها العديد من العاملين بالقطاع. خصوصا وأن القرار المنظم لموسم الأخطبوط كان قد خص الدائرة البحرية بكوطا إجمالية في حدود 360 طن، موزعة بين 330 طن لطنجة الأطلسي و30 طن لطنجة المتوسط.
كما وجهت أصوات مهنية دعوات للمؤسسات المختصة، وعلى رأسها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، للكشف عن حقيقة التغيرات التي تعرفها المصايد المحلية، والتواصل مع المهنيين بشأن التحولات البيئية والبيولوجية التي قد تفسر هذا التراجع، في أفق اتخاذ تدابير ملائمة تضمن استدامة المورد البحري، واستقرار النشاط المهني على المدى القريب والمتوسط.