شهدت السواحل القريبة من مدينة سبتة المحتلة ليلة استثنائية من التوتر، بعد ان حاول أكثر من 100 مرشح للهجرة التسلل إلى المدينة سباحة أو على متن قوارب صيد ، في واحدة من أكبر موجات الضغط البحري خلال هذا الصيف وفق ما أوردته الصحافة الإسبانية.
وأفادت صحيفة “الفارو” الصادرة في سبتة المحتلة، أن التنسيق الوثيق بين السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية لعب دورًا حاسمًا في إحباط هذه المحاولات، واحتواء الوضع قبل خروجه عن السيطرة. حيث أكدت الصحيفة، أن خدمة الإنقاذ البحري التابعة للحرس المدني الإسباني سجلت رقمًا قياسيًا في التدخلات هذه الليلة، بالنظر إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين حاولوا الوصول سباحة إلى سبتة. قيما أضافت الفارو ، أن البحرية المغربية تدخلت في أكثر من مناسبة لمنع تدفق المهاجرين غير النظاميين، مما حال دون دخول العشرات منهم إلى المدينة المحتلة.
وشملت العمليات المشتركة نقاطًا بحرية معروفة بخطورتها، مثل “تاراخال” و”لا سيرينا” ، حيث تعمد بعض القوارب إلى تسهيل عبور المهاجرين. لكن بفضل التغطية الميدانية المشتركة، تم تفكيك العديد من هذه المحاولات في مهدها، وتسليم المهاجرين مجددًا إلى الجانب المغربي. كما تم نقل مهاجرين آخرين بواسطة خدمة الإنقاذ البحري إلى شاطئ “الطرخال”، حيث تسلمتهم قوات الحرس المدني تمهيدًا لإعادتهم إلى المغرب.
و ورغم تحديات الضباب الليلي وضعف الرؤية، فقد استمرت فرق الإنقاذ في العمل دون توقف، ما يعكس حجم الجهد المبذول والمخاطر المتزايدة التي يتحملها الجانبان للحفاظ على الأمن البحري وحماية الأرواح. حيث تأتي هذه التحركات في ظل ارتفاع وتيرة الهجرة خلال الأسابيع الأخيرة، فقد تجاوز عدد محاولات العبور اليومية وفق ذات الصحيفة حاجز الخمسين، تشمل مهاجرين من المغرب والجزائر ودول إفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب جنسيات آسيوية، بينهم نساء وقاصرون.
ويجمع المراقبون أن نجاح هذه العمليات في إحتواء تدفق المهاجرين غير النظاميين، يعكس نجاعة التنسيق الأمني الثنائي بين المغب وإسبانيا، الذي بات يشكل خط الدفاع الأول في كبح موجات الهجرة غير النظامية المتصاعدة. كما أن هذا التعاون يساهم في تقليل المخاطر التي تواجه المهاجرين أنفسهم، خاصة مع لجوئهم لمسارات بحرية أكثر خطورة هربًا من المراقبة.