في خطوة تعكس حرص كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري على تجديد دماء الإدارة وتعزيز الحكامة الجيدة داخل المندوبيات الجهوية، تم تعيين فيصل بزاك مندوباً جديداً للدائرة البحرية ببوجدور، منهياً بذلك مرحلة التسيير بالنيابة التي استمرت منذ شتنبر 2024، عقب انتقال المندوب السابق السيد الخطاط إلى مندوبية العيون. حيث ظلت حياة بيضوضان تشرف على تدبير شؤون المندوبية طيلة هذه الفترة، بدعم من الإدارة المركزية، بما يضمن استمرارية العمل الإداري والمهني داخل هذه البنية الحيوية جنوب المملكة.
ويعكس تعيين فيصل بزاك على رأس مندوبية بوجدور، توجه كتابة الدولة، نحو تعزيز الكفاءات الشابة والمتمرسة، لما تمثله هذه الدائرة من أهمية استراتيجية في النسيج البحري الوطني. ورغم أن هذه هي أول تجربة مباشرة له كـ”مندوب للصيد البحري”، إلا أن سجلّه المهني يُبرز مساراً حافلاً بالمساهمات القيمة، خاصة في مجالات التفتيش والمراقبة، التي تُعد من الركائز الأساسية لضبط نشاط الصيد، وضمان استدامة الموارد البحرية.
فقد شغل بزاك، منصب رئيس مصلحة مراقبة وتفتيش السفن منذ أواخر سنة 2023، وأظهر خلالها نجاعة ميدانية وقدرة على تنسيق العمليات الرقابية بكفاءة عالية. كما راكم في بداية مساره تجربة مهمة بالمديرية المركزية للمراقبة لأزيد من أربع سنوات، قبل أن يُعيّن بإحدى أكبر مندوبيات المملكة، مندوبية أكادير، حيث قضى ثلاث سنوات مكلفاً بمراقبة أنشطة الصيد البحري، مشرفاً على ملفات حساسة وميدانية.
وينتمي فيصل بزاك إلى جيل جديد من الأطر التي تجمع بين التكوين الأكاديمي المتخصص والخبرة الميدانية المتعمقة. فهو خريج المعهد العالي للصيد البحري بأكادير، حاصل على دبلوم قبطان أعالي البحار، وماستر في البيئة البحرية وتدبير الموارد البحرية، بالإضافة إلى شهادة “الدوك” في القانون العام. كما حصل على دبلوم ملاحظ علمي من اللجنة الدولية لتدبير الطونيات (ICCAT)، وهي واحدة من أهم الهيئات الدولية في مجال تتبع وتدبير المصايد.
ويتابع المندوب الشاب حالياً دراساته في سلك الدكتوراه في البيولوجيا البحرية، بعدما أنجز بحثاً أكاديمياً حول الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به، مركزاً على مخزون أسماك الميرلو بالمنطقة الأطلسية الوسطى، في سياق علمي يعكس وعياً بأهمية الاستدامة البيئية والتوازنات البحرية. وهي معطيات تؤكد أن بأن المندوب الجديد لبوجدور لن يطول به المقام بهذه المندوبية ، بالنظر لقوة الطموح نحو تسلق سلم المسؤولية نحو المجد الإداري .
ويعبر هذا التعين عن توجه استراتيجي لدى كتابة الدولة لتعزيز نجاعة الأداء داخل المندوبيات الجهوية، عبر تمكين الكفاءات الوطنية الشابة من مراكز المسؤولية، لا سيما في الأقاليم الجنوبية التي تُعد من أبرز روافد الاقتصاد الأزرق الوطني. حيث يرى متتبعون للشأن المهني أن بزاك يجمع بين الكفاءة التقنية، والقدرة على اتخاذ القرار الميداني، والرؤية التدبيرية الواضحة، وهي مؤهلات تجعل منه خياراً منطقياً وواعداً لقيادة مرحلة جديدة من العمل داخل مندوبية بوجدور، خصوصاً في ظل التحديات المرتبطة بضبط المصايد، ومحاربة الصيد غير القانوني، وتعزيز مراقبة الأسطول البحري، وتنزيل برامج التنمية المستدامة للقطاع.
