حسمت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري مستقبل مندوبية الصيد البحري بميناء الوطية بطانطان، بتعيين أحد الأسماء الوازنة في سلك الإدارة البحرية، قادماً من جهة سوس ماسة، ويتعلق الأمر بالسيد رشيد كسى، الذي تم تعينه رسمياً على رأس مندوبية طانطان، خلفاً للسيد محمد نافع الذي تم تعيينه بدوره على رأس مندوبية الصيد البحري بالعيون.
ويأتي هذا التعيين في سياق الدينامية الجديدة التي تشهدها الإدارة البحرية، وتماشياً مع التوجه الاستراتيجي لكتابة الدولة الرامي إلى تجديد النخب وتعزيز الكفاءات في مراكز المسؤولية، خاصة على مستوى الدوائر البحرية الحيوية. ويُجسِّد اختيار السيد كسى حرص كتابة الدولة على تكريس مقاربة المردودية والكفاءة، بالنظر إلى ما يمثله إقليم طانطان من أهمية استراتيجية في خارطة الصيد البحري الوطني، سواء من حيث حجم النشاط أو من حيث التحديات المرتبطة بتدبير المصايد والموارد البحرية.
ورغم أن هذه هي أول تجربة لرشيد كسى كـ”مندوب للصيد البحري”، فإن الرجل قد خبر مشهد التدبير في قيادة مندوبية الصيد ، بإعتباره مسك زمام الأمور في الخلافة المؤقتة لمناديب الصيد، الذين تعاقبوا على المسؤولية بمندوبية الصيد بأكادير، بل كان خير سند في إنجاح مجموعة من التجارب، بالنظر لطابع شخصيته التي تميل للعمل في صمت ، حتى أن الكثير من الأصوات رشحته لتقلد المسؤوليات كمندوب في مناسبات عدة، بل أن هناك من يرى في التعيين الجديد إنصاف للرجل، حتى وإن شابه الكثير من التأخير .
ويملك المندوب الجديد خبرة تكسبه طابع المخضرم ، بالنظر لمساره المهني الحافل وتدرجه في عدة مواقع مسؤولية ، أهلته ليحظى بثقة الإدارة المركزية. إذ يُعد كيسى من الأطر المتخصصة ذات التكوين الأكاديمي والمهني المتين، حيث تخرّج من المعهد العالي للدراسات البحرية بالدار البيضاء سنة 1989، ويحمل شهادة بروفي قبطان أعالي البحار التي نالها سنة 1998. كما شغل منصب رئيس مصلحة سلامة الملاحة بمندوبية القنيطرة، ثم التحق بمندوبية الصيد البحري بأكادير سنة 2008 ليواصل نفس المهام.
ويُعوّل على الوافد الجديد لإحداث نقلة نوعية على مستوى التدبير الإداري والتقني لمندوبية طانطان، وفتح آفاق جديدة في العلاقة مع المهنيين، من خلال ترسيخ آليات التواصل والإنصات، والاشتغال وفق مقاربة تشاركية تستحضر التحديات المستجدة، وعلى رأسها ضبط المصايد، ومكافحة الصيد غير القانوني، وتعزيز مراقبة أنشطة الأسطول البحري، وتنزيل مضامين الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة لقطاع الصيد.
ويأتي هذا التعيين بعد مرحلة بصم فيها محمد نافع على أداء إداري متميز بميناء الوطية، حيث أشرف على مواصلة المسار الذي تركه يوسف فنون، كما ترك بصمته من خلال اعتماد مقاربات أكثر نجاعة في تدبير الشأن البحري، وهو ما يشكل أرضية خصبة سيبني عليها الوافد الجديد مهامه.
وفي ظل التحولات التي يعرفها القطاع، يفتح تعيين رشيد كسى صفحة جديدة من العمل الإداري والميداني بميناء الوطية، الذي يُعتبر أحد المحاور الرئيسية في المنظومة البحرية الوطنية، سواء من حيث حجم المفرغات أو من حيث دور الفاعلين المحليين في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للجهة.