غادرت السفينة الحربية البرازيلية للتدريب “NE BRAZIL ” ميناء الدار البيضاء يوم الأحد 24 غشت ، بعد أن كانت قد حلت به في 21 من الشهر الجاري في زيارة رسمية ، تدخل في إطار جولتها التعليمية السنوية التي تشمل عدداً من الدول حول العالم.
وتعد هذه أول زيارة رسمية من نوعها للمغرب، بما يعكس مكانة المملكة كفاعل محوري في مجال التعاون البحري والأمني الأطلسي. حيث حظي وصول السفينة باستقبال رسمي حضره ممثلون عن القوات المسلحة الملكية المغربية ومسؤولون من السفارة البرازيلية بالرباط ، يتقدمهم نائب رئيس البعثة ستيفان بانتل، الذي أكد أن الزيارة تمثل “فرصة لتعزيز التفاهم والتعاون البحري بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للشراكات العسكرية والثقافية.”
وتعتبر “NE BRAZIL” سفينة تدريب رئيسية تابعة للبحرية البرازيلية، تم بناؤها سنة 1981 كنسخة معدلة من فرقاطات “نيتيروي”، وتضم على متنها أكثر من 440 ضابطاً متدرباً من الأكاديميات البحرية والتجارية. وتبحر حالياً ضمن الرحلة التعليمية الـ39 لما يعرف بـ”غارداس-مارينها”، وهي مهمة تمتد لأزيد من أربعة أشهر وتشمل زيارة 17 ميناء في 13 دولة، بهدف تأهيل ضباط المستقبل، عبر تدريب عملي مكثف، إلى جانب تعزيز حضور البرازيل الدبلوماسي والعسكري على الساحة الدولية لاسيما وأن السفينة تحمل ضباط متدربين من جنسيات مختلفة .
وخلال رسوها بالدار البيضاء، انخرط طاقم السفينة في أنشطة متنوعة، شملت زيارات ميدانية لمعالم العاصمة الاقتصادية، ولقاءات مع ضباط البحرية المغربية، فضلاً عن جولات مفتوحة للزوار المغاربة، أتاحت لهم فرصة التعرف على مرافق السفينة وتجهيزاتها المتقدمة. كما شكلت المناسبة فرصة للتقارب الثقافي ، ما يعكس البعد الدبلوماسي الناعم لمثل هذه الزيارات.
وتبرز هذه المحطة أهمية التعاون البحري بين المغرب والبرازيل، في سياق يتسم بتنامي التحديات الأمنية في المحيط الأطلسي، سواء المتعلقة بمراقبة الملاحة التجارية أو مكافحة الأنشطة غير المشروعة. وهو ما يجعل من هذه الزيارة أكثر من مجرد تدريب عسكري، بل جسراً لتعزيز “الحوار جنوب-جنوب” وتطوير قنوات التعاون الاستراتيجي بين الرباط وبرازيليا.