شهدت سواحل طنجة خلال الأيام الأخيرة اضطرابات مناخية صعبة، انعكست مباشرة على رحلات الصيد البحري، حيث أدى تعثر نشاط المراكب إلى تراجع العرض السمكي في السوق المحلي، ما أفرز حالة من الفتور في المعاملات التجارية داخل سوق السمك بالجملة.
ورغم تنوع الأصناف البحرية، فإن محدودية الكميات المفرغة بميناء طنجة دفعت أثمان المنتوجات إلى الارتفاع، انسجاماً مع مبدأ العرض والطلب، وهو ما ساهم في تعزيز قيمتها المالية. وتعول مراكب الصيد الساحلي بمختلف أصنافها على هذه الدينامية لتعويض فترات التوقف المتكررة، نتيجة الاضطرابات الجوية التي تشهدها السواحل المحلية، خاصة في ظل تزايد الطلب على المنتوجات البحرية خلال فصل الصيف.
وبحسب معطيات ميدانية، فقد عرفت المصطادات المفرغة من طرف مراكب الصيد الساحلي صنف “الخيط” صباح الخميس 28 غشت 2025، محدودية في الكميات، حيث تراوح ثمن سمك البوراسي حسب الأحجام بين 100 و400 درهم للكيلوغرام الواحد، بينما بلغ سعر سمك”بتشرنا” 390 درهماً. كما سجلت أسعار سمك الرسكاس ما بين 140 و150 درهماً، في حين تراوحت أثمان سمك الباجو ين 200 و220 درهماً للكيلوغرام، بينما استقر سعر سمك السنور بين 55 و60 درهماً.
من جانب آخر، أوضحت مصادر مهنية تابعة لأسطول الصيد التقليدي أن عدد القوارب التي استهدفت أسماك أبو سيف تقلص مقارنة مع بداية موسم صيد “الإسبادون”. وقد اقتصرت المفرغات خلال الرحلة الأخيرة على أسماك يتراوح وزنها بين 30 و35 كيلوغراماً للسمكة الواحدة، بسعر يتراوح بين 80 و85 درهماً للكيلوغرام داخل سوق الجملة بميناء طنجة.
وتبقى هذه الكميات، وفق المصادر ذاتها، محدودة مقارنة مع تطلعات البحارة، خاصة وأن هذه الفترة من الموسم تعرف عادة انخفاضاً في مفرغات الإسبادون بفعل الاضطرابات الجوية الموسمية، وهو ما يفسر استمرار تقلبات السوق وارتفاع الأسعار. وذلك في انتظار ما ستجود به رحلات الصيد المستقبلية، في ظل ما تتسم به هذه الفترة الممتدة من ذات الشهر من ظروف صعبة، والتي يعرف معها كل موسم انخفاضا ملحوظا في الكميات المفرغة من الأسماك.
يذكر أن مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي بميناء طنجة، قد سجلت خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، إرتفاعا في القيمة بنحو 18% رغم شبه الإستقرار الحاصل في حجم المفرغات، التي إنتعشت بنحو 01 % مقارنة بالفترة الممتدة بين يناير ويوليوز من عام 2024. إذ وحسب التقرير الدوري للمكتب الوطني للصيد البحري حول الصيد الساحلي والتقليدي، فإن المفرعات التي تدفقت على الميناء وإلى حدود نهاية يوليوز المنصرم، بلغت2651 طنا بقيمة تجاوزت 128,7 مليون درهم، مقارنة بحوالي 109,5 مليون درهم عند نهاية يوليوز من عام 2024.
