سجلت مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي من الرخويات خلال شهر يوليوز المنصرم تراجعًا ملحوظًا، بلغ نحو 32,2 في المائة على مستوى الحجم و18,7 في المائة على مستوى القيمة، مقارنة بالشهر ذاتها من سنة 2024، وذلك وفق المعطيات الرسمية الصادرة عن المكتب الوطني للصيد.
وبحسب ذات المعطيات، فقد استقرت مفرغات الرخويات خلال الأيام الثلاثين من يوليوز 2025 عند 8030 طنًا بقيمة مالية ناهزت74 مليون درهم، مقابل 11844 طنًا بقيمة 91 مليون درهم في يوليوز 2024. ويُعزى هذا التراجع بالأساس إلى تأخر انطلاق موسم الأخطبوط، إلى منتصف يوليوز الماضي، إضافة إلى تراجع وفرة مجموعة من الأنواع الرخوية الأخرى المستهدفة من طرف أسطولي الصيد الساحلي والتقليدي، ناهيك عن التقلبات الجوية التي أثرت على نشاط الصيد في عدد من الدوائر البحرية للمملكة، وهو ما انعكس على حجم المفرغات المتدفقة نحو الأسواق.
أما على مستوى الفترة الممتدة من يناير إلى متم يوليوز 2025، فقد سجلت مفرغات الرخويات تراجعًا بنسبة 16 في المائة في الحجم، مقابل انخفاض طفيف على مستوى القيمة بنسبة 3 في المائة. إذ توقف حجم المفرغات عند 36.986 طنًا بقيمة 3,09 مليار درهم في حين بلغ في الفترة نفسها من سنة 2024 حوالي43.985 طنًا بقيمة 3,20 مليار درهم.
و سجلت المفرغات انخفاضًا ملحوظًا على مستوى الموانئ الأطلسية، بلغ 17 في المائة من حيث الحجم، بعد توقف حجم المفرغات عند 33.422 طنًا بقيمة 2,85 مليار درهم، مقابل 40.273 طنًا بقيمة 2,95 مليار درهم خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة الماضية، وهو ما يعكس تراجعًا كميًا يقابله ارتفاع نسبي في القيمة بنسبة 4 في المائة. أما في الموانئ المتوسطية، فقد أظهرت المفرغات بدورها منحىً تنازليًا، حيث سجلت تراجعًا بنسبة 4 في المائة من حيث الحجم، مع استقرار على مستوى القيمة. فقد بلغت 3.564 طنًا بقيمة قاربت 243,37 مليون درهم، مقارنة بـ 3.702 طنًا بقيمة 242,66 مليون درهم في الفترة نفسها من 2024.
ويؤكد هذا التراجع أن قطاع الصيد البحري المغربي، خصوصًا في شقه المرتبط بالرخويات، يظل رهينًا بعدة عوامل متداخلة، تشمل المواسم البيولوجية للأحياء البحرية، والتقلبات المناخية، وتوزيع مجهود الصيد بين الأسطولين الساحلي والتقليدي. كما يعكس في الآن ذاته الحاجة إلى مزيد من التدبير المستدام للموارد البحرية، بما يضمن المحافظة على التوازن البيئي واستقرار العائدات الاقتصادية في آن واحد.