في حفل وفاء وتقدير .. تجار سوق السمك بإنزكان يكرمون عبد الله أكوسين بعد انتقاله إلى طانطان

0
Jorgesys Html test

في لحظة مشحونة بالمشاعر المتضاربة بين الفخر والحنين، وقف تجار السمك بالجملة بسوق إنزكان ليكرموا الرجل الذي لم يكن مجرد مدير إداري، بل شريكًا في تفاصيل يومياتهم، ومرافقًا لهم في تقلبات هذا المرفق الحيوي، الذي ينبض كل صباح بالرواج الذي يخلقه تداول السمك من طرف التجار .

عبد الله أكوسين، الذي قررت إدارة المكتب الوطني للصيد مؤخرًا ترقيته لتولي مهام مندوب المكتب الوطني للصيد البحري بطانطان، كان محط إشادة وامتنان كبير من زملائه ومحيطه المهني بسوق الجملة للسمك بإنزكان، في حفلٍ اتخذ من التكريم مناسبة للاعتراف الصادق، ومن الوداع لحظة لرد الجميل.

تجار إنزكان، وهم يهنئون زملاءهم بطانطان على تعيين أكوسين، لم يُخفوا مرارة الفقد. فقد عبّروا في كلماتهم، بصدقٍ وإنسانية، عن الخسارة المهنية التي خلفها رحيل رجلٍ عرفوه عن قرب، وخبِروا فيه صفات المسؤول العملي، والإنسان المتواضع، الذي ظل قريبًا منهم، ينصت، يساند، ويُصلح دون صخب.

الحبيب بنجدي، الكاتب الجهوي لتجار السمك عن الاتحاد العام للشغالين، وصف أكوسين بـ”الرجل العملي”، مشيدًا بعلاقته المتوازنة مع المهنيين، والتي انعكست إيجابًا على السير العام للسوق، وخلقت جوًّا من التعاون والاحترام، قلّ نظيره.

في تصريح لجريدة البحرنيوز، أكد بنجدي أن ترقية أكوسين ليست فقط اعترافًا بكفاءته الإدارية، بل تأكيد على نجاح تجربة أثمرت عن تحسينات ملموسة في السوق، وعلاقات إنسانية أكثر سلاسة بين الإدارة والمهنيين. وأضاف أن غيابه سيترك أثرًا بالغًا في صفوف التجار، متمنيًا له مسارًا موفقًا في مهامه الجديدة، ومعربًا عن أمله في أن يتحلّى من سيخلفه بنفس خصاله، لما لها من دور محوري في خلق بيئة عمل محفّزة ومثمرة.

توالت كلمات الإشادة في حفل تكريمي احتضنه فضاء السوق، حضره عدد من التجار وأطر من المكتب الوطني للصيد. كلمات تناثرت فيها عبارات التقدير، وحملت في طياتها عاطفة الامتنان، وهي تستعرض المحطات المضيئة من المسار المهني للمحتفى به، وتستحضر لحظات التعاون والعمل المشترك.

الحفل الذي اتخذ طابعًا إنسانيًا بامتياز، تحوّل إلى ما يشبه لحظة وداع عسيرة، تُلقى فيها نظرات الوداع كما تُلقى الأمنيات الطيبة. وتم تقديم هدايا تذكارية بأسماء التجار، كعربون وفاء وعرفان، حملت رمزية عالية لما تركه أكوسين من أثر طيب في نفوسهم.

ولم تقتصر لحظة الاعتراف على مدير السوق، فقد تم كذلك تكريم رشيد يوبي، الإطار بالمكتب الوطني للسلامة الصحية، الذي أحيل مؤخرًا على التقاعد بعد سنوات من التفاني في خدمة تجار السمك بالسوق ذاته. كلمات الشكر والثناء توالت، مؤكدة أن الرجال لا يُقاسون فقط بما أنجزوه، بل بما تركوه من أثر في القلوب.

واُختتم الحفل بالتقاط صور تذكارية جماعية، اختزلت الكثير من المشاعر، وكرّست معاني الوفاء والعرفان، اعترافًا بما قدّمه رجالٌ من طينة نادرة، جمعوا بين المهنية العالية والإنسانية الصادقة، ليظل أثرهم ممتدًا في المرفق، وفي ذاكرة من رافقوهم عن قرب.

 

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا